العراقتحليلاتخاص

أزمة رئاسة البرلمان تتفاقم.. المالكي على الخط والقوى السنية غير مستعجلة!

عراق أوبزيرفر/ بغداد

تفاقمت الأزمة المتعلقة بملف رئاسة البرلمان العراقي، خلال الأشهر الماضية، حيث لم تتمكن القوى السياسية من التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئيس جديد للمجلس منذ إنهاء عضوية محمد الحلبوسي في نوفمبر 2023.

وتسلط هذه االأزمة الضوء على الخلافات العميقة بين الأطراف السنية التي تعيق التوصل إلى توافق بشأن قيادة المؤسسة التشريعية في العراق، وقد أثيرت التساؤلات حول مدى تأثير هذه الخلافات على استقرار المؤسسات في البلاد، خاصة في ظل غياب توافق واضح بين القوى السياسية.

وفي سياق هذه الأزمة، جاءت تصريحات رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، حيث أكد أن هناك “أمراً طارئاً” منع حسم ملف رئاسة البرلمان، نافيًا الحديث عن وجود سعي من قبل المكون الشيعي للسيطرة على هذا المنصب.

وأضاف المالكي أن “الإطار التنسيقي حرص على دعم العملية السياسية من خلال محاولة إيجاد توافق بين القوى السنية، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق بسبب تدخلات طارئة أدت إلى تعطيل هذه المساعي”.

ويظهر هذا التطور حجم التحديات التي تواجه القوى السياسية في العراق، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية التي تمنع أي توافق حقيقي، وعلى الرغم من تحديد الإطار التنسيقي للـ 20 من يوليو الماضي كموعد نهائي لحسم الخلافات، إلا أن عدم الالتزام بهذا الموعد أضاف تعقيدات على الوضع القائم.

ويعني ذلك استمرار محسن المندلاوي في منصب رئيس مجلس النواب العراقي حتى انتهاء الدورة البرلمانية الحالية، وهو ما يعكس حالة من الجمود السياسي التي يعيشها العراق.

ويعزو البعض هذا الجمود إلى عدم وجود اتفاق واضح بين محمد الحلبوسي، وخميس الخنجر، على شخصية توافقيّة لرئاسة المجلس، ما يعني أن الخلافات المستمرة بين القوى السياسية السنية تعكس اخفاق هذه القيادات في تجاوز المصالح الضيقة وتقديم مصلحة البلاد العليا.

ويمثل استمرار الأزمة حول ملف رئاسة البرلمان تحدياً حول مستقبل العملية السياسية في العراق، خاصة مع تزايد الضغط الشعبي والدولي على القيادات العراقية لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة.

تحدٍ جديد

ويرى المراقب للشأن العراقي، عماد محمد، أن “االوضع الحالي يتطلب من القوى السياسية تجاوز الخلافات والعمل على بناء توافق حقيقي يضمن استقرار المؤسسات، ويعزز الثقة بين مختلف الأطراف”.

وأضاف محمد لـوكالة “عراق أوبزيرفر” أنه “مع استمرار الأزمة دون حل، يبقى مستقبل البرلمان العراقي معلقًا بين التنافس السياسي والتحديات التي تواجه البلاد على مختلف الأصعدة، فضلاً عن رسائل سلبية ستصل إلى المجتمع، بأن الكتل السياسية غير مكترثة بما يحصل”.

وتحولت الأزمة حول رئاسة البرلمان العراقي إلى واحدة من أبرز التحديات التي تواجه العملية السياسية في البلاد، حيث تحتاج القوى والأحزاب إلى استعادة الثقة والعمل على إنهائها، قبل أن تتفاقم هذه الأزمة، ما يضع العراق أمام تحديات أكبر قد تهدد مستقبل النظام برمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى