تحليلاتخاص

أمن المناطق المحررة.. قلق دائم ومسببات “القلاقل” متوفرة

بغداد/ عراق أوبزيرفر

بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش في العراق، تواجه المحافظات المحررة تحديات أمنية مستمرة بالرغم من تحقيق النصر العسكري، في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى، حيث لا يزال الوضع الأمني هشًا ويعاني من خروقات متكررة وتهديدات مستمرة من خلايا نائمة وجماعات مسلحة أخرى.

وتشهد المناطق المحررة من داعش تصاعدا في الأنشطة الإرهابية، حيث تكررت الحوادث التي تشمل الهجمات على نقاط التفتيش، والهجمات الانتحارية، فضلاً عن حوادث الخطف، وهو ما يشير إلى ضعفِ فعالية الإجراءات الأمنية المطبقة في هذه المناطق، مما يزيد من القلق بشأن قدرة القوات الأمنية على حماية المدنيين وتأمين الاستقرار.

وأحد أبرز الأمثلة على هذه التهديدات هو الحادثة التي وقعت مؤخرا في محافظة صلاح الدين، حيث قامت مجموعة إجرامية تنتحل هوية القوات الأمنية بقتل عائلة كاملة تتكون من خمسة أفراد، بينهم ثلاثة أطفال، داخل منزلهم في قضاء سامراء.

تساؤلات جدية
وتثير هذه الحوادث تساؤلات جدية حول فعالية الأجهزة الأمنية وقدرتها على توفير الأمان وحماية المدنيين في المناطق المحررة، وهو ما يوجب تعزيز قدرات القوات الأمنية في هذه المناطق من خلال التدريب المستمر، وتوفير المعدات الحديثة، ما يساهم في تحسين قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية.

ويطالب خبراء أمنيون، بتكثيف التحقيقات والمراقبة لتعقب عناصر داعش الإجرامية، أو أي جماعة أخرى في هذه المناطق، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم، كما أن تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المناطق المحررة يعد جزءا أساسيا من جهود إعادة الإعمار.

ويتعين حينئذ، دعم التنمية المحلية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، خاصة وأن أغلبهم عادوا لتوّهم من رحلة نزوح مضنية.

وهذه السياسة الأمنية لا يمكن أن تكون إلا من خلال قراءة كافة المؤشرات والمتغيرات السياسية والاقتصادية ومتطلبات المجتمعات المحلية ومعالجة الملف الأمني المرتبط بالصراع السياسي، خاصة وأن الكتل السنية، تتنافس فيما بينها على هذه المناطق.

ووسط ترقب لنتائج التحقيق في “مجزرة العباسية” تتصاعد حدة المخاوف من تراجع في الملف الأمني بالمنطقة، كما تتصاعد الدعوات للكشف عن منفذي الجريمة حفاظاً على السلم الأهلي.

وأعلنت قيادة الجيش العراقي، تنفيذ نحو 100 عملية عسكرية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي خلال أسبوع واحد فقط، مؤكدة تدمير أوكار للتنظيم، في مؤشر على تكثيف العمليات في عدد من مناطق البلاد.
وبحسب قيادة العمليات المشتركة فإنه تم تدمير ثلاثة أوكار لتنظيم “داعش” بضربات جوية “دقيقة” في محافظة صلاح الدين شمال بغداد.

وقالت في بيان أصدره السبت، إنه “من خلال معلومات دقيقة للمديرية العامة للاستخبارات والأمن، وبإشراف وتخطيط ومتابعة من قبل خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، نفذت طائرات سيسنا كارافان ضربة جوية ناجحة بالساعة السادسة من صباح اليوم السبت بتوقيت بغداد، استهدفت خلالها ثلاثة أوكار للإرهابيين في قضاء الطوز شرق صلاح الدين، أدت إلى تدميرها بشكل كامل وقتل من فيها”.

لكن وبرغم ذلك، فإن المحافظات العراقية شهدت عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم “داعش”، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، الأنبار) ولا سيما بعدما وجه الجيش العراقي ضربات نوعية إلى التنظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى