تحليلاتخاص

“أم 5”.. الطريق الذي يربط سوريا ويمزقها في آن واحد!

بغداد/ عراق اوبزيرفر

على وقع الاشتباكات المسلحة المستمرة بين المسلحون والجيش السوري، تتجه الأنظار نحو الطريق الدولي المعروف باسم “أم 5″، الذي أصبح محط اهتمام الأطراف المتنازعة في محاولة للسيطرة عليه، بهدف تغيير معادلة الصراع على الأرض بشكل جذري.

طريق “أم 5″، الذي يبلغ طوله أكثر من 450 كيلومتراً، يُعد الطريق السريع الأهم في سوريا وواحداً من أبرز الطرق الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، ويربط هذا الطريق بين أبرز المدن السورية، بدءاً من حلب شمالاً، مروراً بحماة وحمص في الوسط، وصولاً إلى دمشق ودرعا جنوباً، ويمتد إلى الحدود السورية الجنوبية.

ويكتسب هذا الطريق أهمية حيوية كونه شرياناً رئيسياً للحركة التجارية والنقل العسكري، إضافة إلى ارتباطه بخمس مدن رئيسية هي حلب وحماة وحمص ودمشق ودرعا، ما يجعله عاملاً محورياً في التحكم بمعطيات الأرض.

ويرى خبراء عسكريون أن السيطرة على “أم 5” تعني الهيمنة على مساحات واسعة من سوريا، ما يمنح الطرف المسيطر تفوقاً استراتيجياً في المعركة.

وفقاً لمصادر ميدانية، يشهد الطريق معارك متواصلة بين الكرّ والفرّ، فالمسلحون يسعون للاستحواذ على الطريق شمال غرب سوريا، في حين يواصل الجيش السوري عملياته الجوية والبرية لإبعاد المسلحين عنه وإعادة السيطرة الكاملة عليه.

وتحقيق السيطرة الكاملة على “أم 5” يعد هدفاً استراتيجياً للجيش السوري، إذ سيعيد ربط المدن السورية التي بقيت لسنوات منفصلة عن بعضها البعض منذ تصاعد النزاع في عام 2011. ويأمل الجيش من خلال هذا التحرك استعادة الوضع إلى ما كان عليه نهاية عام 2015، ما يعزز من موقعه العسكري والاقتصادي في المعركة.

خطوة أخيرة
وتظل المعركة حول “أم 5” مؤشراً على احتدام الصراع في سوريا، مؤشرًا على أهمية الطرق الحيوية في تحديد موازين القوى بين الأطراف المتنازعة.

ويرى تقرير بصحيفة التايمز البريطانية أن مدينة حمص باتت الخطوة الأخيرة للمسلحين قبل الوصول إلى العاصمة دمشق.

أما صحيفة إندبندنت البريطانية، فقد اعتبرت سيطرة المسلحين على مدينة حماة تمثل ضربة جديدة للرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت الصحيفة أن سقوط حماة “يبعث برسائل صدمة نحو دمشق ويثير مخاوف من تقدم أكبر لقوات المعارضة”، مشيرة إلى أنه “بعد السيطرة على حماة سيكون من الصعب ترتيب هجوم مضاد سريعا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });