عراق أوبزيرفر/ بغداد
مع انطلاق الحملات الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كوردستان العراق، تعيش الساحة السياسية حالة من التنافس الشديد بين المرشحين والأحزاب، حيث تسعى كل جهة إلى كسب تأييد الشارع الانتخابي عبر برامج دعائية تلامس اهتمامات المواطنين في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الإقليم.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أعلنت بداية هذه الحملات، والتي ستستمر حتى 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قبل خمسة أيام فقط من موعد الانتخابات المحدد في العشرين من الشهر نفسه، مما يضفي على هذه الفترة طابعا مكثفًا للترويج الانتخابي.
وكانت الأوضاع السياسية في إقليم كوردستان قد شهدت نوعًا من الفوضى القانونية عقب قرار المحكمة الاتحادية العراقية بإبطال قانون تمديد برلمان الإقليم، الأمر الذي خلق نوعًا من الفراغ السياسي استمر لفترة، وأدى إلى حالة من عدم اليقين بين الأحزاب والمواطنين على حد سواء.
وفي ظل هذا السياق، تجد الأحزاب نفسها مضطرة إلى وضع وعود انتخابية قد تبدو أكثر إلحاحا وجاذبية للناخبين.
وتركزت برامج المرشحين بشكل رئيسي على قضايا معيشية تهم المواطنين، مثل توفير الخدمات الأساسية، وتعزيز البنية التحتية، وإصلاح النظام الصحي والتعليمي، حيث باتت هذه القضايا ذات أولوية قصوى بالنسبة للناخبين في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية في الإقليم.
أولويات وبرامج
ويقول المحلل السياسي ياسين عزيز، إن “المشكلات بين الإقليم وبغداد ستكون على رأس الأولويات بالنسبة للمرشحين والبرلمان المقبل، باعتبارها تمس حياة المواطنين، فضلاً عن أن المسائل السياسية والملفات العالقة ستكون هي الأخرى حاضرة”.
وأضاف عزيز لـ”عراق أوبزيرفر” أن “ربع سكان إقليم كوردستان ممن يتسلمون رواتبهم من الحكومة”، مشيراً إلى أن “ملفات الطاقة الكهربائية وتوفير المياه لبعض المناطق سيكون حاضراً أيضاً، إلى جنب عدة قضايا تهم المواطن الكردي بشكل عام”.
وعلى الصعيد الأمني، يتكرر الحديث يقول عن حماية استقرار الإقليم وتعزيز العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، خاصة بعد سنوات من التوترات السياسية والاقتصادية بين الطرفين، حيث يعد المرشحون بتحقيق توافق سياسي يخدم مصالح الإقليم ويساهم في تعزيز موقعه التفاوضي في القضايا العالقة مثل ميزانية الإقليم، وتوزيع الموارد النفطية.
وإلى جانب هذه القضايا التقليدية، تحاول بعض الأحزاب استغلال مواضيع الهوية والانتماء القومي لجذب الناخبين، حيث تشدد بعض البرامج على أهمية الحفاظ على الهوية الكوردية وتعزيز مكانة الإقليم على الساحة الدولية، وهذا الخطاب يجد صدى كبيرا بين الشرائح الأكثر قومية من الناخبين، خاصة في ظل تطورات الأحداث الإقليمية والدولية التي تؤثر على القضية الكردية بشكل عام.
وسائل التواصل
ولا يتقصر السباق الدعائي على البرامج، بل يشمل أيضا الوسائل المستخدمة في الترويج، حيث ظهرت أشكال جديدة من الحملات الانتخابية تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف.
وهذه الوسائل أصبحت أساسية في إيصال رسائل المرشحين بسرعة إلى جمهور واسع من الناخبين، خاصة فئة الشباب التي تشكل جزءا كبيرا من الكتلة الانتخابية.
وستكون هذه الانتخابات – وفق مراقبين – محورية في مستقبل الإقليم، خاصة في ظل التحديات السياسية والقانونية التي يواجهها، كما أن وعود المرشحين تقدم تصورا عاما عن الاتجاهات المستقبلية، ومع استمرار الحملات الدعائية، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة المرشحين على الوفاء بوعودهم وتحقيق تطلعات الناخبين الذين يعيشون وسط حالة من الترقب والتوتر.