العراقتحليلاتخاصرئيسية

إقالة واستجواب بين الحمداني والقيسي .. منازلة مفاجئة في مجلس بغداد

بغداد/ عراق أوبزيرفر
يشهد مجلس محافظة بغداد خلافات سياسية حادة إثر الصراع الدائر بين عضو المجلس عمار الحمداني عن حزب تقدم، ورئيس المجلس عمار القيسي عن تحالف عزم، إذ يبدو أن المجلس أصبح مسرحاً للتنابزات والمنازعات الداخلية التي تعوق عمله الأساسي وتشكيله صورة سلبية مشابهة للمجالس السابقة.

وقرر رئيس مجلس محافظة بغداد إقالة عضو المجلس عمار الحمداني بسبب غيابه عن ست جلسات من أصل خمس عشرة جلسة، وهو قرار أثار جدلاً واسعاً داخل المجلس.

الإقالة الصدمة

واشار رئيس المجلس، عمار القيسي، في وثيقة رسمية إلى أن الإقالة جاءت تطبيقاً للوائح الداخلية التي تنص على إقالة أي عضو يتغيب عن عدد معين من الجلسات، لكن هذا القرار لم يكن خاليا من تأثيرات سياسية.

وقال مصدر مطلع على التحركات السياسية داخل المجلس، إنه “كان هناك تحرك سياسي من قبل (تحالف تقدم) لاستبدال القيسي من منصب رئيس مجلس محافظة بغداد، حيث تم جمع توقيعات لاستجوابه، إذ أن هذا التحرك جاء بعد تشكيل تحالفات سياسية جديدة داخل المجلس، حيث تكتلت كتلتا (العزم) و(السيادة) مع كتل أخرى مثل (نبني) و(ائتلاف دولة القانون)، مما أعطاهم اليد العليا في التوافقات داخل المجلس لفترة من الزمن”.

وأضاف المصدر لـ”عراق أوبزيرفر” أن “تحالف تقدم حاول المضي قدماً بتعزيز تحالفاته مع كتلة (دولة القانون) وبعض الأطراف الأخرى للوصول إلى أغلبية مريحة في المجلس، ورغم هذه التحركات، لا يزال الصراع مستمراً، حيث رشحت مصادر أن عمار الحمداني قد يكون هو الرئيس القادم لمجلس محافظة بغداد بعد استجواب القيسي وإمكانية عدم القناعة بإجاباته”.

وتابع المصدر، أن “تحالف (البناء والتغيير)، الذي يضم كتلا مثل (نبني) و(أبشر يا عراق) و(أجيال) و(قوى الدولة) يدعم رئيس المجلس الحالي، ويعتقدون أن التغيير في قيادة المجلس سيؤثر سلباً على مشاريع الإعمار التي تم التخطيط لها”.

في نوفمبر 2023، أجريت انتخابات مجالس المحافظات في العراق، وشهدت بغداد تشكيل حكومتها المحلية عبر توافقات بين الكتل السياسية المختلفة، لكن، ومع مرور الوقت، بدأت الخلافات داخل التحالفات تضرب المجالس خاصة في ظل سعي بعض الأطراف إلى استقطاب المكونات الأخرى لتعزيز نفوذهم داخل المجالس.

صراعات لا مشاريع

وأدى هذا الصراع الداخلي إلى شلل كبير في عمل المجلس، حيث تركز الجلسات على الصراعات الشخصية والاتهامات بدلاً من العمل على تنفيذ المشاريع الخدمية، كما أن التحالفات التي كانت قائمة في البداية لتكون حزاماً قوياً للمجلس، تفتت مع مرور الوقت، وأصبحت كل كتلة تسعى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب التوافقات التي كانت تعقد في السابق.

ويؤشر بروز الصراع إلى عودة المجالس لتكون بؤرة للخلافات والتنابزات، مشكلاً صورة سلبية عنها وعن أعضائها، حيث كانت المجالس السابقة تعاني من انقسامات مماثلة، وها هي المجالس الحالية تعيد نفس التجربة، ما يؤدي إلى تفاقم التوترات السياسية وعرقلة عملية اتخاذ القرار.

كما أن مجلس محافظة بغداد يبدو أنه أصبح رهينة للصراعات السياسية الداخلية التي تعيق قدرته على أداء مهامه وتقديم الخدمات للمواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى