
بغداد/ عراق أوبزيرفر
يبدو أن إيران تواجه تحديًا كبيرًا في استيعاب التغيرات الجذرية التي طرأت على الساحة السورية بعد سيطرة المعارضة السورية على دمشق ومناطق واسعة كانت تحت سيطرة النظام السابق، حيث شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في حدة التصريحات الإيرانية تجاه الإدارة الجديدة في سوريا.
وتتهم دمشق طهران بمحاولة تأجيج الفتنة الطائفية من خلال اللعب على وتر الأقليات، لا سيما الطائفة العلوية، في ظل تصعيد إعلامي ودبلوماسي لافت.
وفي تصريحات لافتة، تحدث محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، عن مقاومة مسلحة تستهدف الإدارة السورية الجديدة في مناطق اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق.
وعكست هذه التصريحات موقفًا إيرانيًا معارضًا للوضع الراهن في سوريا، حيث ظهرت مواقف مماثلة من قادة إيرانيين آخرين مثل المرشد علي خامنئي ووزير الخارجية عباس عراقجي، الذين أعربوا عن رفضهم للتحولات السياسية التي أطاحت بالحليف المهم في المنطقة.
تاريخيًا، شكل النظام السابق في سوريا رابطًا استراتيجيًا لإيران، حيث استخدمت الأراضي السورية لتمرير السلاح إلى حزب الله في لبنان، ما أكسبها نفوذًا قويًا في المنطقة، لكن مع فقدان هذا الرابط، تبدو إيران في موقف معقد سياسيًا واقتصاديًا، خاصة في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها وعزلتها الإقليمية.
مطالبات الإدارة الجديدة
في المقابل، طالبت الإدارة السورية الجديدة، على لسان وزير الخارجية أسعد الشيباني، إيران باحترام سيادة سوريا وإرادة شعبها، محملة طهران مسؤولية أي تداعيات قد تنتج عن تصريحاتها الأخيرة.
وأكد الشيباني أن بلاده تسعى لتحقيق استقرار داخلي بعيدًا عن التدخلات الخارجية، في إشارة مباشرة إلى الدور الإيراني.
وهذا التصعيد السياسي والدبلوماسي يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين، خاصة مع تزايد الانفتاح الدولي على الإدارة السورية الجديدة، ويبدو أن دمشق تتجه نحو إعادة تشكيل سياساتها الخارجية بما يتناسب مع التغيرات الجارية، ما يعني المزيد من التوتر في علاقتها مع طهران.
وبين الضغوط الداخلية في سوريا والرغبة الإيرانية في الحفاظ على نفوذها الإقليمي، يبقى المشهد معقدًا، في ظل تطلعات دولية وإقليمية لتوازن جديد في المنطقة، قد يكون لإيران فيه دور مختلف تمامًا عما اعتادت عليه.