بغداد/ عراق أوبزيرفر
لا يبدو أن الإشارة إلى خيار الاستخدام المحتمل للأراضي العراقية من قبل إيران للانتقام من الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها، وهي الإشارة التي كشفها موقع “أكسيوس”، قد مرت مروراً عابراً على الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، خاصة وأن الرد الإيراني، بحسب آخر التقديرات الميدانية، بات وشيكاً.
وقد تلجأ إيران إلى جولة ثالثة من الهجمات على إسرائيل، وفقاً لمعهد واشنطن، لكن هذه الهجمات ربما لا تقتصر هذه المرة على الأراضي الإيرانية، حيث من الممكن أن لا تكتفي طهران بالقصف الصاروخي الذي تنفذه فصائل “المقاومة الإسلامية” في العراق باستخدام صواريخ متقدمة، بل قد تدعم هذه الهجمات بصواريخ باليستية من الأراضي العراقية.
وفي حال قررت إيران اللجوء إلى هذا الخيار، بإمكانها وضع مثل هذه الصواريخ في مناطق عراقية، وفي هذا السياق، يشير الخبراء إلى الأهمية العسكرية للعراق بالنسبة لإيران، حيث يمنح استخدام الصواريخ الباليستية من الأراضي العراقية ميزتين استراتيجيتين:
أولهما تقليص المسافة إلى 420 كيلومتراً بدلاً من 1000 كيلومتر، مما يسرع الوصول إلى أهداف محددة في إسرائيل، وثانيهما زيادة القدرة على تنفيذ هجمات انتقامية فورية وفعالة.
وبحسب الكاتب الإيراني محمد قادري، في تعليق له، فقد تنجر المنطقة إلى حرب غير تقليدية إذا تجاوزت إسرائيل وأمريكا ما يسميه “الخطوط الحمراء” لإيران ومحور المقاومة، في هذه الحالة، يرى قادري أن “محور المقاومة” سيستعد لرد شامل يشمل هجمات صاروخية، أو إلكترونية، وحتى باستخدام طائرات مسيّرة ضد أهداف إسرائيلية.
ما التداعيات؟
غير أن التقارير الاستخباراتية تحذر من أن خطوة كهذه قد تعني تصعيداً كبيراً في المنطقة، خاصة إذا ردت إسرائيل على الهجمات من الأراضي العراقية، مما قد يضع العراق في دائرة الصراع ويزيد من احتمالات الانتقام الإسرائيلي.
وبحسب تقرير معهد واشنطن، فإنه رغم محدودية قدرة الإدارة الأمريكية على التأثير في فهم القادة الإيرانيين لعواقب توسيع الصراع، يمكنها توجيه رسائل تحذيرية للحكومات التي تربطها بإيران علاقات قوية، مثل حكومة بغداد، لتوضيح التداعيات الجسيمة التي قد يواجهها العراق إذا تطور الصراع.
أما طهران، فقد تحاول واشنطن إيصال رسالة مفادها أنه في حال وقوع هجمات إيرانية جديدة، فإنها لن تعارض أي رد إسرائيلي على المنشآت الإيرانية، سواء كانت نفطية أو نووية، لكن السؤال الذي يبقى مطروحاً، هل ستأخذ إيران هذا التحذير الأمريكي على محمل الجد؟