
بغداد / عراق أوبزيرفر
في خطوة دبلوماسية لافتة، أجرى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوري أحمد الشرع تبادلا خلاله التهاني بمناسبة عيد الفطر، ما أثار تساؤلات عن مدلولات الخطوة، وما وراءها.
ورحب السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة في دمشق، وشدد على دعم بلاده وحدةَ سوريا وسلامة أراضيها، فيما أكد رفضه التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
وسلَّط السوداني الضوء على أهمية التعاون المتبادل في مواجهة تنظيم داعش، بالإضافة إلى التعاون في المجالات الاقتصادية، حسب البيان.
بدورها، أعلنت الرئاسة السورية أن الشرع بحث مع السوداني سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وقال الشرع إن بلاده ملتزمة احترام سيادة العراق والحرص على عدم التدخل في شؤونه الداخلية، وعلى ضرورة التعاون بما يسهم في مواجهة التحديات المشتركة.
ورغم الطابع البروتوكولي لهذه المحادثة، إلا أن توقيتها ومضامينها أثارت تساؤلات حول أبعادها السياسية، وما إذا كانت تعكس انفتاحًا مدروسًا في العلاقات بين البلدين أم جاءت استجابةً لمتغيرات وضغوط إقليمية ودولية متزايدة.
تعزيز لموقع العراق
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تسهم في تعزيز موقع العراق دبلوماسيًا من خلال توسيع دائرة علاقاته الخارجية، بما يتيح له مساحة أوسع للمناورة السياسية، مع تجنب استعداء أي أطراف خارجية.
بدوره أكد المحلل السياسي إياد السماوي أن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يمتلك رؤية واضحة لمستقبل العراق، وهو المسؤول التنفيذي الأول الذي يتخذ القرارات الحاسمة بشأن الأمن والسياسات العامة للبلاد”.
وقال السماوي لـ”عراق أوبزيرفر” إن “الاتصال الأخير يعكس حرص السوداني على تعزيز علاقات العراق مع جيرانه في إطار مصلحة البلد العليا، لافتًا إلى أن “البلبلة التي تثار حول مثل هذه الاتصالات لا معنى لها، لأنها تثير الشكوك حول نوايا السوداني في وقت يحتاج فيه العراق إلى استقرار سياسي وأمني”.
وتشير تقارير إلى أن الاتصال بين السوداني والشرع يأتي في سياق التحولات الإقليمية التي تفرض على العراق وسوريا إعادة ترتيب أولوياتهما السياسية والأمنية، كما يعكس هذا التواصل رغبة بغداد في تعزيز دورها كلاعب دبلوماسي متوازن، قادر على التفاعل مع الملفات الإقليمية دون الاصطفاف في محاور متصارعة.
وخلال السنوات الماضية، لم تكن العلاقة بين بغداد ودمشق تمر عبر القنوات الرسمية فقط، بل شارك أيضًا فاعلون غير حكوميين أطراف أخرى، والتي انخرطت مبكرًا في الصراع السوري؛ ما جعل هذا الملف خارج إطار الدولة العراقية.
ومع سقوط نظام بشار الأسد، تعاملت بغداد بحذر مع السلطة الجديدة في دمشق، وامتنعت عن إصدار أي موقف تهنئة أو اعتراف واضح، وهو ما فُسّر على أنه انعكاس لموقف إيراني متحفظ من التغيير المفاجئ في تركيبة الحكم السوري.