بغداد/ عراق أوبزيرفر
أثارت بنود الاتفاقات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، جدلاً في الأوساط والشعبية، بعد تصريح السفيرة الأمريكية المنتهية ولايتها ألينا رومانوسكي، بشأن حماية الأجواء العراقية.
وتنص الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008 على أنه في حال وقوع أي خطر يهدد العراق وسيادته ونظامه الديمقراطي، وبعد طلب من الحكومة العراقية، يقوم الطرفان بالشروع فوراً في مداولات استراتيجية، ووفقاً لما قد يتفقان عليه، تتخذ الولايات المتحدة الإجراءات المناسبة للرد، بما في ذلك العسكرية.
وهذه الجزئية لم تعد موجودة في الاتفاق الجديد، وفقاً للسفيرة الأمريكية لدى العراق، إلينا رومانوسكي، التي قالت في حوار خاص إن اتفاقية الإطار الاستراتيجي تلزم الولايات المتحدة ببناء القوات العراقية وتطوير قدراتها، لكنها لم تتطرق إلى الدعم العسكري للعراق أو القتال بالنيابة عن قواته العسكرية.
– وأضافت السفيرة: “اتفاقية الإطار الاستراتيجي تلزم ببناء وتطوير قدرات العلاقة الأمنية الثنائية، ولكنها لا تعالج هذه التفاصيل والحيثيات ولا تتطرق إليها، حيث استطعنا خلال السنتين الماضيتين، من خلال حوار التعاون الأمني المشترك، تحديد أين نود أن نأخذ هذه العلاقة الأمنية وكيف يمكننا توسيعها، دون أن نتطرق إلى دعم العراق في الدفاع عن أجوائه”.
– من جانبه، اتخذ العراق عدداً من الخطوات في خضم مسألة التهديدات، حيث أصدر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، توجيهات لتأمين متطلبات الحماية الجوية لسماء العراق.
وأكد السوداني أن الدولة هي التي تقرر الحرب والسلم من خلال مؤسساتها الدستورية، وأن كل من يخرج عن هذا الإطار سيواجه الدولة التي تستند إلى قوة الدستور والقانون في تنفيذ واجباتها.
موقف العراق
ويشدد العراق في كل مناسبة على موقفه الثابت من الأحداث والتطورات في المنطقة، مؤكداً الدفع باتجاه الحوار والدبلوماسية كبديل للتصعيد والصراعات، سعياً لتعزيز أمن البلاد من جهة، وترسيخ الأمن والسلام في المنطقة والعالم من جهة أخرى.
وجاء تصريح رومانوسكي، في ظل التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة للعراق، إثر انخراط الفصائل المسلحة في الصراع الدائر.
وحذرت رومانوسكي، من ردود أفعال «مخيفة» قد تنجم عن توسيع دائرة الصراع، مشيرة إلى أن بغداد لا تريد الانجرار إلى دائرة الصراع.
وقالت رومانوسكي في تصريحات صحفية: «إن الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس بايدن ملتزمتان بخفض التصعيد بأي شكل من الأشكال وبكل الطرق الممكنة، لأن النتائج وردود الأفعال قد تكون مروعة، بل مخيفة”.
وأضافت: «لهذا تعمل إدارة الرئيس بايدن بلا ملل أو كلل حتى آخر يوم في إدارته على خفض التصعيد، والوصول إلى حلول مستدامة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية قدر المستطاع إلى لبنان، وغزة، والضفة الغربية، وجميع مناطق الصراع التي تحتدم فيها المواقف».