تحليلاتخاص

اجتماعات طارئة.. مواقف باردة: هل خسر العراق رهانه على المظلة العربية؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر

رغم تصاعد التحديات الإقليمية واحتدام المواجهة بين “إسرائيل” وإيران، يجد العراق نفسه مجددًا أمام اختبار صعب وهو يحاول دفع العرب إلى موقف موحد عبر الدعوة لاجتماعات طارئة ومواقف جماعية، في وقت تتزايد فيه الانقسامات وتتعقّد خارطة التحالفات بشكل غير مسبوق.

وبينما تحاول بغداد التمسك بخطاب التهدئة والدعوة للحوار، يواجه هذا المسار بانتقادات داخلية تشكك بجدواه وتدعو إلى مراجعة خيارات السياسة الخارجية بعيدًا عن الرهانات الخاسرة على أنظمة عربية باتت أكثر قربًا من إسرائيل من القضايا المشتركة.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت أمس السبت، ان الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في إسطنبول بدعوة من العراق، أدان “عدوان الكيان الإسرائيلي على إيران ودعا إلى التهدئة والحوار”.

وجاء في بيان للوزارة، انه “عُقد اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في مدينة إسطنبول بالجمهورية التركية، وذلك بطلب من جمهورية العراق لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأثره على أمن واستقرار المنطقة، وقد انعقد الاجتماع العربي الذي ترأسه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رئيس الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، قبيل انعقاد الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والمقرر عقدها يوم السبت”.

لكن هذا التحرك قوبل بانتقادات داخلية، حيث اعتبره بعض النواب غير مجدٍ، في ظل واقع عربي يشهد انقساماً حاداً وتقارباً متزايداً لبعض الدول مع الكيان الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلات جدية حول جدوى الرهان على مواقف جماعية في مثل هذا الظرف الحساس، ويدفع باتجاه إعادة تقييم الأولويات الدبلوماسية للعراق.
لا جدوى

بدوره وصف النائب محمد عنوز دور العراق في عقد اجتماعات مع بعض الدول العربية بـ(غير المجدي)، “مشيراً إلى أن “معظم تلك الدول باتت مطبّعة مع الكيان الصهيوني، ولا يمكن الاعتماد عليها في أي موقف موحد يخدم قضايا الأمة”.

وقال عنوز لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “المنطقة تمر بظروف خطيرة، آخرها العدوان الإسرائيلي على الجارة إيران، ورغم ذلك نجد دولاً عربية صامتة أو حتى داعمة بشكل غير مباشر للكيان الإسرائيلي، فكيف يمكن أن يكون للعراق موقف فاعل من خلال التعاون مع دول متخاذلة”.

وأضاف أن “إسرائيل تمثل عدواً تاريخياً للعرب والمسلمين، وأي تقارب مع الدول المطبعة معها هو تقارب مع موقف ضعيف ومفكك، وبالتالي فإن السياسة الخارجية العراقية يجب أن تراجع أولوياتها وتحدد من هم الحلفاء الحقيقيون”.

واعتبر عنوز أن “استمرار العراق في السعي لعقد اجتماعات مع أنظمة مطبّعة أو متواطئة يمثل مضيعة للوقت “داعياً إلى “بناء موقف وطني مستقل لا يتأثر بإرادات خارجية أو بمواقف أنظمة لم تعد تمثل الشعوب العربية”.

ويتزعم العراق حالياً الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية، بعد أن استضاف أعمالها في العاصمة بغداد بتاريخ 17 مايو 2025، حيث تسلّم رئاسة القمة من مملكة البحرين.

وجاءت هذه الاستضافة في سياق سعي العراق لتفعيل دوره العربي والإقليمي، وترسيخ مواقفه في القضايا الاستراتيجية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إضافة إلى جهوده في الدفع نحو التهدئة في المنطقة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });