الذكرى السنوية
تحليلاتخاص

اغتيال إسماعيل هنية .. أية تداعيات على المنطقة ؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر

يمثل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، نقطة تحول خطيرة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مع تداعيات واسعة النطاق تتجاوز حدود المنطقة.

ووقع الحادث إثر غارة يعتقد أنها إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.

وأصدرت حركة حماس بيانًا تنعي فيه هنية، وتصف العملية بـ”الغارة الصهيونية الغادرة”، وتعهدت بالرد على هذا العمل، كما أعرب موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن غضبه واصفًا الاغتيال بأنه “عمل جبان”، متوعدًا بأن الرد لن يمر دون عواقب.

ودعا سامي أبو زهري، القيادي في حماس، إلى تصعيد المقاومة وتحرير القدس، مشيرًا إلى أن حماس مستعدة لدفع أي ثمن لتحقيق أهدافها.

على الجانب الإيراني، عبرت العلاقات العامة في حرس الثورة الإسلامية عن استنكارها الشديد، ناعيةً هنية وأحد أفراد فريق حمايته، ومؤكدة على أن “دماء الشهيد” لن تذهب هدرا.

السيناريوهات المحتملة

من المتوقع أن يؤدي اغتيال هنية إلى تصعيد في العمليات العسكرية بين حركة حماس والجيش الاسرائيلي، وقد تقوم حماس بإطلاق صواريخ تجاه المدن الإسرائيلية كرد فعل انتقامي، ما قد يدفع إسرائيل إلى شن غارات جوية مكثفة على غزة، وبالتالي سقوط ضحايا مدنيين وزيادة معاناة سكان القطاع.

كما أن تنفيذ الاغتيال في طهران، سيسهم في تعقيد الأوضاع الإقليمية، قد يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات بشكل أكبر بين إسرائيل وإيران، وقد تستخدم إيران هذا الحادث لتعزيز دعمها لحركة حماس والحركات الفلسطينية الأخرى.

كما أن فقدان قائد بارز مثل هنية يمكن أن يؤدي إلى تغييرات داخل حماس نفسها، قد تظهر خلافات حول القيادة الجديدة واستراتيجيات الحركة المستقبلية، مما قد يؤثر على تماسك الحركة ويضعف قدرتها على تمشية أمورها، في ظل أوضاع مرتكبة.

ردود فعل دولية

وقالت قطر، إنها “تدين بأشد العبارات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وما حصل جريمة شنيعة وتصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي والإنساني”.

وذكر بيان للخارجية القطرية، أن “اغتيال هنية واستهداف إسرائيل للمدنيين بغزة سيؤديان لانزلاق المنطقة للعنف وتقويض فرص السلام”.

وقالت حركة فتح إن “عملية اغتيال القائد إسماعيل هنية تعد جريمة بشعة وفعلا جبانا”.

وفي إيران قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن “طهران تنعى شريكها في الأحزان والأفراح وقائد المقاومة الفلسطينية شهيد القدس إسماعيل هنية، وأن إيران يران ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على أعمالهم الجبانة”.

وعلى المستوى الدبلوماسي، قد تشهد منطقة الشرق الأوسط تحركات مكثفة لاحتواء التصعيد الأخير، خاصة وأن اغتيال هنية، جاء بعد ساعات من اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، إذ من المتوقع أن تسعى الأمم المتحدة ودول أخرى مثل مصر وقطر إلى التوسط لتهدئة الأوضاع ومنع تصاعد العنف.

ويحمل اغتيال هنية في طياته رسائل سياسية واستراتيجية عديدة، فمن ناحية، تسعى إسرائيل إلى إرسال رسالة قوية لحماس مفادها أنها مستعدة لاستهداف قادتها أينما كانوا، مما يفرض ضغوطًا إضافية على الحركة، من ناحية أخرى، يعكس هذا الحدث تزايد التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث تسعى الأخيرة إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم الحركات المناوئة لاسرائيل.

لكن في المقابل، قد تستغل إيران هذا الحدث لتعزيز صورتها كحامية للقضية الفلسطينية، ما يعطيها نفوذاً أكبر في العالم الإسلامي. قد تؤدي هذه التحركات إلى تعزيز الدعم لحركات “المقاومة” في المنطقة، وزيادة التوترات مع الدول العربية المتحالفة مع إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });