حواءمنوعات

اكتئاب نهاية العام.. ما هو وكيف يؤثر فينا؟

قبل بداية العام الجديد والاحتفال برأس السنة الميلادية، وعلى الرغم من مشاعر السعادة التي ترتبط بأجواء ذلك الوقت هناك أشخاص يعانون أعراض اكتئابية تتمثل في الشعور بالتوتر والقلق في ظاهرة تُسمى اكتئاب العطلة أو اكتئاب نهاية العام. وثمة أعراض مختلفة ومتعددة لذلك النوع من الاكتئاب يتشابه بعضها مع أعراض الاكتئاب العام، فما هو تعريفه وأسبابه؟، وما هي أنسب الطرق للوقاية والعلاج منه؟
الاستشارية النفسية والاجتماعية الدكتورة مها أحمد حريري تُخبرنا من خلال هذه السطور كيف يمكن أن نحتضن العام الجديد ونحول العطلة إلى شيء إيجابي يدعم الصحة النفسية والعقلية.

الدكتورة مها حريري: اكتئاب نهاية العام أو الاكتئاب الموسمي هو حالة شعورية متغيرة عن سلوك الفرد الطبيعي، وتتميز بحدوثها خلال موسم الشتاء

اكتئاب نهاية العام

بيّنت الدكتورة مها حريري، بأن اكتئاب نهاية العام أو الاكتئاب الموسمي هو حالة شعورية متغيرة عن سلوك الفرد الطبيعي، وتتميز بحدوثها خلال موسم الشتاء الذي تقل فيه أشعة الشمس، ويزول هذا الاكتئاب غالباً بحلول فصل الربيع، ودائماً ما يكون مصحوباً بالعزلة الاجتماعية

أعراض وسمات

تقول د. حريري: «يتوافق الاكتئاب الشتوي مع نهاية السنة وبداية العام الجديد، ويتطلب من الشخص اللجوء إلى مكان منعزل ولبس الملابس الشتوية، وهذا الأمر يتطلب فترة زمنية تسمح بالتكيف مع الطقس ومنظر الثلج والمطر والبرد القارس».

وتضيف: «هناك عدة أسباب لحدوثه نذكر منها التغيرات الهرمونية والتي من أهمها انخفاض مستوى السيترونين وهو الهرمون الذي يؤثر في الحالة المزاجية نتيجة تغيير ايقاع الجسم وتغيير عدد ساعات العمل والحركة.

التغير المناخي وما يسببه من نقص لفيتامين (د) الناتج من عدم التعرض لأشعة الشمس، ازدياد هرمون الملتيونين بسبب زيادة ساعات الليل الأمر الذي يساعد على النوم لساعات طويلة، وهذه الاسباب البيئية تزيد من الشعور بالاكتئاب».

 

الدكتورة مها حريري: تعلم طرق تفكير سليمة تساعد على الشعور بالسعادة في كل الظروف

الأسباب

وبسؤالها عن سبب شعور البعض بالكآبة والقلق نهاية العام أجابت الدكتورة حريري: «يشعر البعض بالاكتئاب نتيجة الإحساس بالضغط الذي تختلف درجته من شخص لآخر بحسب نوع الشخصية ودرجه الوعي، وهذا الضغط ناتج عن الأوضاع الاجتماعية التي تتزامن مع نهاية العام، ومدى الإنجاز والتقدم الذي أحرزه الفرد، إضافة لوضع أهدافه المستقبلية وتنظيم شؤون حياته.

وبصفه عامه كلما شعر العقل بوجود خطر من تراكم مسببات طفيفة للضغوط يصبح غير قادر على الافلات منها ويظل الجسم في حالة استثاره، وإن أصبح الضغط مستمراً من دون انقطاع فقد تزيد احتماليه إصابة الفرد بمرض مرتبط بالضغط العصبي. وكلما زاد الضغط النفسي لدى الإنسان تحول إلى اضطراب القلق أو اضطراب الاكتئاب وذلك بحسب المعطيات الحياتية، وبحسب الحصانة الشخصية.

ولذلك كان لابد أن يعالج الإنسان نفسه بالتنفس العميق، العمل، القراءة، التعلم، اللعب، الموسيقى والفن، الرسم والنحت، ولا مانع من استشارة المعالج النفسي».

خطوات بسيطة

كيف يمكن احتضان العام الجديد بأهداف وقرارات تساعد على اجتياز هذه الفترة بأمان، لخصت لنا الدكتورة مها ذلك في خطوات بسيطة تقول: «لابد من تعلم مهارات وفنون حياتية تساعد على العيش بطريقة أفضل في كل الظروف والأوقات نذكر منها:

تعلم طرق تفكير سليمة تساعد على الشعور بالسعادة في كل الظروف، إضافة لضرورة زيادة درجه الوعي لدى الفرد بالقراءة والتعلم.

الحرص على ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام والعمل على تحسين الياقة البدنية.

تعلم الاسترخاء والتنفس العميق

  • الاهتمام بنوع وكمية الطعام مع الحرص على الخيارات الصحية فيه.
  • تعلم فن تقدير الذات والترويح عنها.
  • العمل على وضع أهداف وخطط حياتية واقعية ترتقي بالإنسان، على أن تكون مناسبة لظروفه واحتياجه للتطور وتحقيق ذاته».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى