الأسد يجدد من موسكو موقف بلاده للتقارب مع تركيا

موسكو/ متابعات عراق أوبزيرفر
جدد الرئيس السوري بشار الأسد، من موسكو، موقف بلاده و”شروط دمشق” للانخراط في “المبادرات الإقليمية” التي تدعمها روسيا، في إشارة إلى ملف التطبيع بين دمشق وأنقرة.
وبحث الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عددا من الملفات السياسية والاقتصادية، بينها ملف التقارب مع تركيا.
وقاد الأسد خلال الزيارة وفدا رفيعا ضم وزيري الخارجية والدفاع.
وقدّم الأسد خلال جولة المباحثات الموسعة التي تلت لقاءً بروتوكوليًا جمعه ببوتين، شروطًا غير مباشرة أو تصورات للحوار في إطار المبادرات الإقليمية التي ترعاها روسيا والرامية إلى تحقيق التقارب بين دمشق وأنقرة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” بأن الرئيس الاسد أكد أن “سوريا لطالما كانت مع الحوار إذا كان سيفضي إلى تحقيق مصالح الشعب السوري ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ويصل إلى نتائج واضحة ومحددة، وعلى رأسها الاستمرار بمكافحة الإرهاب، وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على أراضيها”.
وتعتبر دمشق فصائل المعارضة المسلحة التي تسيطر على مناطق في شمال غرب البلاد “إرهابية”.
ويأتي تجديد الرئيس السوري لموقف بلاده من الحوار مع أنقرة، في ظل مساعٍ تقودها موسكو لعقد لقاء رباعي بين نواب وزراء خارجية تركيا وإيران وسوريا وروسيا.
وحرصت دمشق على التزام الصمت حيال تقارير رسمية تركية تحدثت عن انعقاد اجتماع رباعي في موسكو يضم نواب وزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا.
وكانت وكالة الأناضول التركية الرسمية نقلت الاثنين عن مصادر دبلوماسية تركية أن موسكو ستستضيف يومي 15 و16 مارس/ آذار الحالي، اجتماعًا حول سوريا بين نواب وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران، لكن ذلك لم يتحقق.
وفيما غاب خبر الاجتماع الرباعي عن الإعلام الرسمي السوري، فإن صحيفة “الوطن” السورية الخاصة قالت، الثلاثاء، إن المداولات لا تزال قائمة ومستمرة وجدية للوصول إلى عقد الاجتماع الرباعي الذي قد يتقرر موعده في أي لحظة.
وتحديد موعد الاجتماع من وجهة نظر الحكومة السورية، بحسب الصحيفة، مرهون بالتوصل، خلال المداولات، إلى نتائج إيجابية.
والمقصود بالنتائج الايجابية، وفقا للصحيفة، هو حصول دمشق على ما تريده من ضمانات من الجانب التركي بإعلان جدول انسحاب من الأراضي السورية ووقف الدعم المقدم للمجموعات “الإرهابية”.
وإذا كانت الأولوية السورية هي الانسحاب التركي ووقف أنقرة دعمها للمعارضة المسلحة، فإن لتركيا أيضا أولويات من أبرزها “الوقوف في وجه الأجندة الانفصالية والجماعات التي تهدد سلامة أراضي سوريا”، وفقا لمصادر الأناضول، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وتدعم موسكو تقاربا بين دمشق وأنقرة، واستضافت محادثات بين وزيري دفاعهما في ديسمبر/ كانون الأول الفائت، وتستهدف عقد اجتماعات بين وزيري خارجية سوريا وتركيا، وصولا إلى عقد قمة رئاسية محتملة بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وكانت طهران نشطت على خط الانفتاح التركي السوري، وأبدى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال جولة قادته، الأسبوع الفائت، لدمشق وأنقرة، ترحيب بلاده بهذا التقارب.
وتعد زيارة الأسد إلى موسكو هي الخامسة منذ بدء الأزمة السورية في 2011، بعد أربع زيارات سابقة، كان آخرها في منتصف أيلول/سبتمبر 2021.