
بغداد/ عراق أوبزيرفر
تشهد المنطقة تحركات عسكرية أمريكية ملحوظة عبر نقل قوات من الأراضي السورية إلى العراق، في خطوة أثارت جدلاً حول أهدافها الحقيقية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث يُعتقد أن العراق قد يصبح محطة استراتيجية جديدة للقوات الأمريكية.
وتفيد تقارير صحفية، بأن القوات الأمريكية بدأت بتنفيذ انسحابات متتالية من مواقعها في سوريا، باتجاه قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق، في إطار عملية إعادة تموضع عسكري تشمل وحدات لوجستية واستخباراتية وقتالية.
ويرى مراقبون أن التحركات الأمريكية الأخيرة في سوريا والعراق تُشير إلى تحول في الإستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وليس مجرد انسحاب تكتيكي.
ويعتقد هؤلاء أن نقل القوات إلى قاعدة عين الأسد يُعد تمهيدًا لإعادة تنظيم التواجد العسكري الأمريكي بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، واستمرار النزاع في غزة، والتقارب المتسارع بين دمشق وأنقرة.
إعادة تموضع
بدروه أكد الخبير الأمني العراقي، عماد علو، أن “انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية باتجاه العراق لا يمثل انسحابًا كاملاً، بل هو جزء من إعادة تموضع عسكري مدروس، يهدف إلى توزيع القوات الأمريكية بما يتلاءم مع المستجدات الإقليمية، ويُهيّئ لردود فعل مستقبلية محتملة، خاصة في ظل التصعيد مع إيران”.
وقال علو لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “هذا التحرك يأتي في إطار إستراتيجية أمريكية جديدة لإنشاء بنية تحتية عسكرية متقدمة داخل العراق، تُمكّن واشنطن من الحفاظ على جاهزيتها لأي تطورات طارئة في منطقة الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن “عمليات إعادة الانتشار من شرق سوريا نحو العراق لم تقترن حتى الآن بقرارات أو مؤشرات على انسحاب نهائي من المنطقة، رغم التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي حول تسريع سحب القوات”.
وأضاف علو أن “هذا التحرك يرتبط كذلك باتفاقات سابقة بين بغداد وواشنطن، والتي تنص على سحب القوات الأمريكية من العراق بحلول أيلول 2025، ومن إقليم كردستان بحلول أيلول 2026″، لافتًا إلى أن “التداخل والتصعيد الحاصل في الساحة السورية، سينعكس بشكل او بآخر على الوضع الأمني في العراق، مما يتطلب يقظة واستعدادًا دائمًا من قبل الأجهزة الأمنية العراقية”.
ويُعتقد أن اختيار قاعدة عين الأسد تحديداً يأتي نظراً لأهميتها الإستراتيجية، حيث تمتلك البنية التحتية اللازمة لاستقبال القوات والمعدات، كما أنها تبعد مسافة آمنة عن نقاط التماس المحتملة.
إلا أن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بجدول الانسحاب المتفق عليه مع الحكومة العراقية، خاصة في ظل استمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة دون إعلان موعد نهائي لمغادرة القوات.