
بغداد/ عراق أوبزيرفر
تشهد العديد من المدن العراقية تزايدًا ملحوظًا في مظاهر الاستهتار والتجاوز على القانون من قبل بعض أبناء المسؤولين وأصحاب النفوذ، في ظل ضعف منظومة المحاسبة والرقابة، من قيادة السيارات الفارهة بتهور في الشوارع، إلى استغلال النفوذ للإفلات من العقاب، وهو ما يثير استياء المواطنين ويؤجج مشاعر الغضب تجاه غياب العدالة.
وفي ظل شبكات الفساد والمحسوبية، يجد هؤلاء الشباب حماية تمنع محاسبتهم، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويقوض ثقة المجتمع بمؤسسات الدولة، بينما تتزايد المطالبات الشعبية بوضع حد لهذا الانفلات.
وترى الحقوقية، والناشطة أنوار داود الخفاجي، أن “تفشي ظاهرة استهتار بعض أبناء المسؤولين واستغلالهم لنفوذ عائلاتهم للإفلات من العقاب يمثل انتهاكًا صارخًا لمبدأ المساواة أمام القانون التي تتراوح هذه السلوكيات بين القيادة المتهورة والاعتداء على المواطنين وأفراد الأمن، تعكس غياب المحاسبة الحقيقية وضعف المؤسسات الرقابية”.
وقالت الخفاجي لـ”عراق أوبزيرفر” إن “الأخطر من هذه التجاوزات هو الغطاء الذي يوفره بعض المسؤولين لأبنائهم، من خلال التلاعب بالتحقيقات والتأثير على الشهود وإخفاء الأدلة، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويضعف ثقة المواطنين بالقضاء”.
وأشارت إلى أن “هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على تجاوزات فردية، بل تحولت إلى مشكلة عامة تهدد النسيج الاجتماعي، حيث بات المواطن العادي يشعر بانعدام العدالة وغياب الردع الحقيقي لمن يتجاوزون القانون”.
وتعد ظاهرة السيارات المظللة الفارهة التي يقودها أبناء المسؤولين والمتنفذين من المظاهر اليومية التي يشهدها العراقيون في شوارع المدن، حيث يتم استخدامها في استعراض النفوذ والتجاوز على القوانين المرورية دون رادع، وغالبًا تكون مظللة ولا تحمل لوحات مرورية.
ضعف القانون
من جانبه أكد المحلل السياسي علي الحبيب أن “انتشار المركبات المظللة من نوع “تاهو” و”جيكلاس” دون لوحات، والتي تعود لأفراد من المسلحين أو أبناء مسؤولين، يعكس ضعف الحكومة العراقية في فرض القانون”.
وقال الحبيب لـ”عراق أوبزيرفر” إن “هذه الفوضى الأمنية سمحت باستخدام السلاح بشكل منفلت، ما أدى إلى تصاعد عمليات الاغتيال التي تطال الصحفيين والعلماء والشخصيات العامة، دون وجود رادع حقيقي لمنعها”.
وأضاف الحبيب، أن “الجهات المتورطة في هذه الجرائم غالبًا ما تكون محمية، سواء كانوا أفراد حمايات لمسؤولين أو أبناء نواب، مشددًا على أن إزهاق الأرواح لا يمكن التساهل معه بغض النظر عن هوية القاتل”.
ودعا “الحكومة العراقية إلى اتخاذ إجراءات حقيقية وجادة بدلًا من الاكتفاء بالشعارات، مؤكدًا أن التراخي في ضبط الأمن يؤدي إلى استمرار نزيف دماء الأبرياء في شوارع العراق”.
وتعيش الأوساط العراقية على وقع ضجة واسعة إثر مقتل الصحفي ليث محمد، على يد شخص، كان يستقل سيارة جي كلاس، وبحوزته مسدس، وسط دعوات لتقنين حيازة السلاح.