بغداد/ عراق اوبزيرفر
أثار التصريح الاخير للسفيرة الامريكية التي قاربت على مغادرة العراق آلينا رومانسكي جملة من ردود الفعل والتسأولات عن كيف سيكون موقف الولايات المتحدة من التهديدات “الاسرائيلية” المتكررة على العراق ؟ فيما أكد البعض انها أعطت الضوء الاخضر الى “اسرائيل” كي تنفذ تهديداتها على العراق .
وفي هذا الشأن أعرب الخبير الامني العميد عدنان الكناني عن توقعه ان الولايات المتحدة سوف تمهد لـ “اسرائيل” على قصف اهداف مهمة وحيوية في العراق من خلال عمليات عسكرية سواء جوية ام برية “.
وأضاف الكناني خلال حديثه لـ عراق اوبزيرفر أن “هذه العمليات ستسبقها محاولات تمهيدية لاشعال فتنة من خلال إثارة الوضع الامني بالداخل العراقي”، مبينا ان “الولايات المتحدة هي جزء من العدوان على العراق “.
وتسائل الخبير الامني انه متى كانت الولايات المتحدة الامريكية مسؤولة عن حماية العراق ؟ فهي جزء من الهدم من خلال ووجود جنودها ومعسكراتها داخل ارض العراق منها قواعد عين الاسد والحرير والسيطرة التابعة للنفوذ العسكرية وشل منظومة التسليح العراقية بالاضافة الى التدخل في جزئيات العملية العسكرية العراقية عبر تعطيل قوانيين مهمة من ضمنها قانون مكافحة التجسس الذي عطلته الادارة الامريكية بالقوة وهو جهاز تابع لجهاز المخابرات الوطني العراقي “.
وتابع “وبهذا سمحت الولايات المتحدة الامريكية ان تكون لدينا خلايا مخابراتية تعبث بأمن العراق وتعمل بحرية تامة دون ان يكون هنالك مراقب او محاسب لها “، مضيفا ان “الولايات المتحدة الامريكية ستعطي الضوء الاخضر لـ “اسرائيل ” كي تقوم بقصف العراق من خلال قصف مواقع مهمة عبر عمليات عسكرية خطرة اضافة الى انها ستمهد لاشعال فتنة من خلال إثارة الوضع الامني بالداخل العراقي “.
وسبق ان أكدت السفيرة الامريكية لدى العراق ألينا رومانوسكي ان الولايات المتحدة الامريكية غير ملتزمة بحماية اجواء وسماء العراق، والدفاع عنه ليس وارداً في اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين .
وسبق ان وجّهت وزارة الخارجية العراقية، رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على تهديدات اسرائيل بالاعتداء على العراق.
التهديدات الاسرائيلية جاءت عبر وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي حمّل الحكومة العراقية مسؤولية “كل ما يحدث على أراضيها”، مشدداً على أن تل أبيب لها الحق في الدفاع عن النفس.
وتتبنى فصائل مسلحة عراقية صاروخية وعبر طيران مسيّر على جنوب اسرائيل، ضمن ما يعرف بمعركة الإسناد مع حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
فيما أستبعد الخبير الامني والاستراتيجي مخلد حازم حصول اي استهداف اسرائيلي للاراضي العراقية خلال الفترة المقبلة، مبينا ان هناك عدة اعتبارات عسكرية تقف حيال اي هجوم محتمل .
وقال حازم لـ عراق اوبزيرفر إن “ما ذكرته السفيرة الامريكية هو عين الصواب في بنود اتفاقية الاطار الاستراتيجي فلا يوجد ضمن بنود هذه الاتفاقية ما يعطي احقية للولايات المتحدة بالدفاع عن العراق بصورة عسكرية اذا ما تعرض الى خطر خارجي لان هكذا نوع من الدفاعات يجب ان تكون ضمن اتفاقيات اخرى وهي اتفاقية الدفاع الامني المشترك التي كثير من الدول يعني وقعتها مع الولايات المتحدة في هكذا مجال”.
واضاف أنه “بموجب هذه الاتفاقية تكون الولايات المتحدة ملزمة بالدفاع عن ارض وسماء العراق اذا ما حصل اي اختراق او تدخل كما في اتفاقيات حلف الناتو الموقعة ما بين الدول في هذا الحلف فلذلك هذا التصريح لا يعد ضوء اخضر امريكي لكن في حال اعتبار ان العراق منطقة نفوذ امريكية فلا يمكن لـ “اسرائيل” استهداف الاراضي العراقية الا بضوء اخضر امريكي”.
وتابع “فالاعتبارات العسكرية تعطي للكيان التناقش مع الولايات المتحدة اذا ما ارادت استهداف الاراضي العراقية حيث لا يمكن استهدافها برؤية اسرائيلية منفردة لان ما يحصل داخل العراق من استهدافات هي دائما ما تكون بسلاح جو امريكي وليس “اسرائيلي”، مستبعدا ان يكون هنالك استهداف “اسرائيلي” للاراضي العراقية في الفترة القريبة القادمة”.
وكانت السفيرة الاميركية في بغداد قد قالت في مقابلة تلفزيونية ان الاتفاقيات الأمنية بين العراق والولايات المتحدة لا تتضمن بنداً يخص دفاع واشنطن عن بغداد إذا ما تعرضت الأخيرة لعدوان خارجي.