بغداد/ عراق اوبزيرفر
تُجرى اليوم، الثلاثاء 5 تشرين الثاني 2024، الانتخابات الرئاسية الأمريكية الستون، حيث يتوجه ملايين الناخبين إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس ونائب الرئيس للسنوات الأربع المقبلة.
يتنافس في هذه الانتخابات المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، والجمهوري دونالد ترامب، الرئيس السابق.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقارب شديد بين المرشحين؛ فقد حصلت هاريس على 48% من نوايا التصويت، مقابل 46% لترامب، مع وجود نسبة 6% من الناخبين لم يحددوا موقفهم بعد.
وفي استطلاع آخر، تقدم ترامب بنسبة 47% مقابل 45% لهاريس، مما يعكس انقسامًا حادًا في الرأي العام الأمريكي ويجعل من الصعب التنبؤ بالنتيجة النهائية.
تلعب الولايات المتأرجحة دورا حاسما في تحديد الفائز بالانتخابات، وتشير الاستطلاعات إلى تقدم هاريس في ولايات مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، حيث حصلت على 50% من نوايا التصويت مقابل 46% لترامب، وهذه الولايات كانت حاسمة في انتخابات 2016 و2020، ومن المتوقع أن تكون كذلك هذا العام.
توجهات الناخبين
تتأثر توجهات الناخبين بعدة عوامل، أبرزها الاقتصاد، الرعاية الصحية، والسياسة الخارجية، إذ أظهرت الاستطلاعات أن الناخبين يعتبرون الاقتصاد القضية الأهم، حيث يفضل البعض سياسات ترامب الاقتصادية، بينما يرى آخرون أن هاريس قادرة على تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وفيما يتعلق بالرعاية الصحية، تدعم هاريس توسيع نطاق التأمين الصحي، بينما يسعى ترامب إلى تقليص دور الحكومة في هذا المجال.
ومع حلول موعد الانتخابات، شهدت الولايات المتحدة استعدادات أمنية مكثفة تحسبًا لأي اضطرابات محتملة، ففي العاصمة واشنطن، تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول المباني الحكومية، بما في ذلك البيت الأبيض ومبنى الكابيتول، حيث أحيطت بأسوار حديدية.
كما قام أصحاب المحال التجارية بتعزيز وسائل التأمين، تحسبًا لحدوث أعمال شغب أو عنف بعد إعلان النتائج.
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا متزايدا في تشكيل الرأي العام، حيث تُستخدم لنشر المعلومات والأخبار الزائفة، في وقت أعرب خبراء عن قلقهم من تأثير هذه المنصات على توجهات الناخبين، خاصة مع انتشار المعلومات المضللة التي قد تؤثر على قرارات التصويت.
وشهدت هذه الانتخابات إقبالا كبيراً على التصويت المبكر، حيث أدلى أكثر من 80 مليون ناخب بأصواتهم قبل يوم الانتخابات، ما يعكس زيادة الاقبال للمشاركة السياسية ورغبة الناخبين في تجنب الازدحام في مراكز الاقتراع.
ونظرا للتقارب الشديد في استطلاعات الرأي، من المتوقع أن تكون النتائج متقاربة، وقد تستغرق عملية فرز الأصوات وقتا أطول من المعتاد.
وفي حال فوز هاريس، ستكون أول امرأة وأول شخص من أصول أفريقية وآسيوية يتولى رئاسة الولايات المتحدة، مما يمثل تحولًا تاريخيًا، أما في حال فوز ترامب، فسيكون أول رئيس يعود إلى البيت الأبيض بعد فترة انقطاع.
وتُعد انتخابات 2024 من أكثر الانتخابات إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة، نظرا للتقارب الشديد بين المرشحين والانقسام الحاد في الرأي العام، كما ستكون نتائج هذه الانتخابات حاسمة في تحديد مسار السياسات الداخلية والخارجية للبلاد في السنوات المقبلة.