العراقتحليلاتخاص

الخزين يهبط والإطلاقات تتناقص.. كيف سينجو العراق من العطش مع حلول الصيف القاسي؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر

مع دخول موسم الصيف، يواجه العراق أزمة مائية متفاقمة تُنذر بتداعيات خطيرة على الأمن المائي والغذائي للبلاد، وسط انخفاض ملحوظ في معدلات الخزين وتراجع الإطلاقات الواردة من دول المنبع.
ويزداد القلق مع دخول البلاد موسم الشح المائي، في ظل انخفاض كميات الأمطار الساقطة، واستمرار الضغوط المناخية التي تؤثر على موارد المياه.
ويُعد تراجع الخزين المائي في وقت يُفترض أن يشهد وفرة نسبية خلال فصل الشتاء، مؤشرًا خطيرًا على حجم التحديات التي قد تواجهها البلاد خلال الأشهر المقبلة، لا سيما في مجالات الزراعة، ومياه الشرب.

نداء تحذيري
وأطلق المستشار الزراعي عادل المختار تحذيرات شديدة اللهجة بشأن الوضع المائي في العراق، “مؤكدًا أن “البلاد تواجه أزمة حقيقية في خزين المياه قد تنعكس بشكل خطير على مختلف القطاعات، لا سيما مياه الشرب والزراعة”.
وقال المختار لـ”عراق أوبزيرفر” إن “الخزين المائي الاستراتيجي انخفض من 21 مليار متر مكعب إلى ما بين 10 و11 مليار متر مكعب فقط، “مشيرًا إلى أن “هذا الانخفاض يحدث خلال موسم الشتاء، الذي يُفترض أن يشهد تحسنًا في المخزون نتيجة هطول الأمطار”.


وأوضح أن “الإطلاقات المائية الواردة من تركيا شهدت انخفاضًا ملحوظًا، حيث بلغت 75 متر مكعب في الثانية فقط، بعد أن كانت تتجاوز في السابق 1000 متر مكعب وتصل أحيانًا إلى 2000 متر مكعب في الثانية”.
وأضاف أن “هذا التراجع الحاد في الواردات المائية، مع غياب الأمطار، ينذر بصيف قاسٍ قد تواجهه البلاد، حيث أن استمرار الجفاف خلال الشتاء المقبل سيؤدي إلى عجز في تأمين مياه الشرب، “مضيفًا “إذا لم تكن هناك أمطار في الشتاء القادم، فإننا قد لا نجد مياهًا للشرب”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من آثار التغير المناخي وتراجع الموارد المائية في البلاد، ما يستدعي تحركًا سريعًا من الجهات المختصة لوضع حلول عملية لضمان الأمن المائي في العراق.
ويرى مراقبون أن مشكلة العراق المائية لا تقتصر على شح الموارد فحسب، بل تختزل في الحاجة إلى بناء سدود جديدة تسهم في زيادة الخزين الاستراتيجي، إلى جانب تبني أساليب ري حديثة تُقلل من الهدر وتُعزز كفاءة استخدام المياه، خصوصًا في القطاع الزراعي الذي يُعد المستهلك الأكبر للموارد المائية في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });