
بغداد/ عراق أبزيرفر
يبدو ان حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ستذهب بعيداً في علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة دون الاستماع للاصوات التي ترفض تعامل العراق مع سوريا في ظل رئاسة الشرع، حيث بدأت خطوات لإحياء خط أنابيب النفط العابر إلى الموانئ السورية، خطورة يراها البعض تتسم بالجرأة في مسألة التعامل مع النظام السوري الجديد.
ووصل وفد حكومي عراقي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية حميد الشطري إلى دمشق للقاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
وذكر بيان لمجلس الوزراء أن الوفد العراقي، أنه “سيبحث مع الجانب السوري إمكانية إعادة تشغيل أنبوب النفط العراقي عبر سوريا إلى موانئ البحر المتوسط وملفات مشتركة أخرى”.
ويرى مختصون أن تنفيذ هذه الخطوة يتطلب توافقاً سياسياً في ظل وجود أطراف فاعلة في العملية السياسية العراقية تعارض تطبيع العلاقات مع النظام السوري الجديد.
مبادرة استباقية
بدوره اعتبر خبير الطاقة محمد أمين هوراماني أن “فتح منفذ إضافي لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي السورية يشكل مبادرة استباقية ذات بعد استراتيجي، يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة أمام العراق للدخول إلى أسواق نفطية بديلة، شرط توفر الإرادة السياسية اللازمة”.
وقال هوراماني لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “وجود دراسات ومخططات سابقة لمسار الأنبوب الذي يمكن أن يربط الحقول العراقية بميناء بانياس السوري على البحر الأبيض المتوسط، “مؤكدًا أن “العوائق أمام المشروع لا تتعلق بالجانب الاقتصادي، بل تتصل بتعقيدات سياسية وفنية، إضافة إلى تفاصيل متعلقة بالعقود وآليات التنفيذ”.
وأضاف أن “نجاح المشروع يعتمد على استعداد كل طرف لإنشاء مقطع الأنبوب داخل حدوده، مع تحديد سعة الضخ، ونسبة الأرباح المخصصة لسوريا، فضلاً عن الجوانب الأمنية والتشغيلية، حيث أن هذه الترتيبات تحتاج إلى وقت وتنسيق دقيق”.
ولفت إلى أن “رغم جاهزية أنبوب تصدير النفط من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي، إلا أنه ما يزال متوقفًا منذ أكثر من عامين، على الرغم من كونه يُعد منفذًا استراتيجيًا عبر البحر الأبيض المتوسط، ويتميّز بقربه من الأسواق الأوروبية”.
وبين أن “مبادرة تصدير النفط عبر سوريا يمكن أن تكون جزءًا من تعاون اقتصادي وطَاقوي أوسع، يشمل كذلك مشاريع الربط الكهربائي، إذا ما تم تجاوز التحديات السياسية والفنية التي تعيق التنفيذ”.
ويرى مختصون أن استيراد النفط العراقي بالنسبة لسوريا يمثل حلاً مثالياً لتلبية احتياجات السوق المحلية ومتطلبات إعادة الإعمار، فضلاً عن إمكانية تطوير المصافي السورية ورفع كفاءتها لتكرير النفط العراقي، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
من جانبه، قلل الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي من أهمية الخطوة.
وقال في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة فيس بوك: لاتوجد جدوى اقتصادية من اعادة بناء الخط العراقي – السوري والذي يربط بين كركوك وبانياس لان معظم انتاج حقول كركوك التي تبلغ نحو ٣٠٠ الف برميل يوميا يجري استهلاكها داخليا وحتى لو طورت برتش بتروليوم.
واضاف: حقول كركوك فأنها لن تضيف سوى ١١٢ الف برميل إلى الانتاج الحالي مما يعني ارتفاع كبير في كلفة النقل ورسوم المرور.