العراقتحليلاتخاصرئيسيةعربي ودولي

السلام من زنزانة إمرالي.. هل ينجح أوجلان فيما فشل فيه السياسيون؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر
أثارت دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، أنصاره لإلقاء السلاح وحل الحزب، ردود فعل محلية ودولية واسعة، وفي رسالة تلاها وفد من حزب “ديمقراطية والمساواة للشعوب” (ديم) بعد لقائه أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، دعا أوجلان جميع المجموعات المسلحة إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، مؤكدًا تحمله “المسؤولية التاريخية” عن هذه الدعوة.
وأوضح أوجلان في رسالته أن حزب العمال الكردستاني تأسس في القرن العشرين، في ظل ظروف عالمية اتسمت بالعنف والحروب، مشيرًا إلى أن انهيار الاشتراكية الواقعية وتغير الظروف السياسية أديا إلى فقدان الحزب لمعناه، مما يستدعي حله.
كما شدد على أهمية إعادة تنظيم العلاقة التاريخية بين الأكراد والأتراك بروح الأخوة والديمقراطية، مؤكدًا أن التسوية الديمقراطية هي السبيل لتحقيق السلام والاستقرار.
على الصعيد التركي، رحب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، أفكان آلا، بالدعوة، مشيرًا إلى أن الحكومة ستنظر في نتائجها وتأمل في استجابة الحزب لها.
من جانبه، اعتبر زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، الدعوة “مهمة”، معربًا عن أمله في أن تنهي ظاهرة الإرهاب التي أودت بحياة عشرات الآلاف.
دوليًا، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالدعوة، واصفًا إياها بـ”بارقة أمل” لحل الصراع الطويل الأمد بين الحزب والسلطات التركية.
كما أعرب البيت الأبيض عن أمله في أن تسهم الدعوة في إحلال السلام بالمنطقة، وتطمين حلفاء الولايات المتحدة بشأن شركائها في مكافحة تنظيم “داعش” في شمال شرق سوريا، ومن جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية الدعوة “فرصة تاريخية” لكسر دوامة العنف المستمرة منذ عقود.

بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي، خالد الغريباوي، أن “حل الحزب يمكن أن يكون خطوة إيجابية من منظور بغداد، التي تسعى إلى فرض سيادتها على أراضيها، خاصة في المناطق التي كانت تخضع لنفوذ العمال الكردستاني مثل سنجار وقنديل، لكن ومع ذلك، فإن اختفاء الحزب كقوة مسلحة قد يخلق فراغًا أمنيًا يمكن أن تستغله جماعات أخرى، سواء كانت كردية أو حتى تنظيمات إرهابية مثل داعش، مما قد يفرض تحديات جديدة على الدولة العراقية”.


وأضاف لـ”عراق أوبزيرفر” أنه “لا يمكن تجاهل تأثير هذا التطور على الأكراد في سوريا، فوحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التي تعد امتدادًا لحزب العمال الكردستاني قد تواجه معضلة استراتيجية، إذ أن أي تفكك للحزب في العراق وتركيا قد يضعف موقفها أمام الضغوط التركية والدولية، خاصة مع استمرار أنقرة في استهدافها عسكريًا، وإذا تحولت هذه الجماعات إلى كيان سياسي، فقد يكون ذلك مقدمة لتغيير في شكل العلاقات مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، التي استخدمت الورقة الكردية في استراتيجياتها الإقليمية”.

ترحيب عراقي
وفي العراق، رحبت وزارة الخارجية بالدعوة، معتبرة إياها خطوة إيجابية ومهمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ودعت إلى ترجمتها إلى خطوات عملية وسريعة. وفي سوريا، وصف قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، بيان أوجلان بـ”الإيجابي”، مؤكدًا أن الدعوة موجهة لحزب العمال الكردستاني ولا تعني قواته.
وتأتي هذه الدعوة في ظل تغيرات سياسية إقليمية ودولية، ومع استمرار الصراع المسلح منذ عام 1984، الذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل. يبقى التساؤل حول مدى استجابة أنصار الحزب لهذه الدعوة، وما إذا كانت ستسهم في إنهاء الصراع وتحقيق السلام المنشود.
وتأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978 على يد عبد الله أوجلان، بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، حيث بدأ الحزب نشاطه المسلح ضد الحكومة التركية عام 1984، مما أدى إلى صراع دامٍ استمر لعقود.
وفي عام 1999، اعتُقل أوجلان في عملية نفذتها الاستخبارات التركية في نيروبي، كينيا، وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى السجن المؤبد بعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا عام 2002، منذ ذلك الحين، يقضي أوجلان عقوبته في سجن جزيرة إمرالي ببحر مرمرة.

وشهدت السنوات الماضية عدة محاولات لبدء مفاوضات سلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، أبرزها في الفترة بين 2012 و2015، إلا أنها لم تثمر عن حل نهائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });