السليمانية / عراق أوبزيرفر
في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الاتحاد الوطني، بافل طالباني، إغلاق الملاهي في محافظة السليمانية، وسط تساؤلات عن السر وراء تلك الخطوة، والتوقيت، خاصة وأن تلك المواقع تمارس أعمالها منذ سنوات بعلم السلطات المحلية.
ويكتظ حي سرجنار في السليمانية، بعدد من الملاهي الليلة، وبارات شرب الخمور، وبيعها، فضلاً عن الكافيهات، وهو جعله قبلة للكثير من السائحين القادمين من مختلف محافظات البلاد، حيث تخلو تلك المظاهر هناك.
مصدر سياسي في السليمانية، أوضح لوكالة “عراق أوبزيرفر” أن “طالباني، تلقى طلبات متكررة من السكان خلال السنوات الماضية، بضرورة إغلاق تلك المواقع، باعتباره يمتلك السلطة المطلقة في المدينة، لكن هذا الملف شكّل على الدوام، ورقة استثمار، من قبل أطراف مختلفة، بعضها حكومية، وأخرى تحقق مكاسب مالية هائلة جرّاء ذلك، وهو ما دفع طالباني إلى تأجيله لأكثر من مرة”.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن “هذا الإعلان جاء في توقيت كان طالباني بحاجة إلى تصدر الوضع القائم في السليمانية، واتخاذ القرارات بمفرده، دون اعتبار لوجود المجلس الأعلى للاتحاد الوطني، ما أثار تساؤلات عن طبيعة تلك القرارات، خاصة وأن طالباني لا يمتلك منصبا رسميا، أو حكوميا، يمنحه هذا الحق، وإن كان واقعاً صاحب النفوذ الأكبر في المدينة”.
المصدر تابع، أن “طالباني سيصدر جملة قرارات خلال الأيام المقبلة، لتنظيم الحياة العامة في السليمانية، باعتباره الحاكم المطلق في المدينة، وهو توجه سياسي كبير، يهدف من ورائه نحو التفرد بزمام الزعامة”، مشيراً إلى أن “إغلاق الملاهي كان منه الاستعراض ولفت الأنظار، في ظل حاجته إلى تلك الخطوة، ضمن تنافسه وصراعه مع الحزب الديمقراطي الكردستاني”.
وبحسب بيان لمكتب طالباني، فإنه “أجرى في ساعة متأخرة من ليل الخميس زيارة إلى حي سرجنار، حيث شاهد البيئة المشوهة والبعيدة عن القيم السامية للمجتمع الكوردي، وقرر إغلاق جميع الأماكن البعيدة عن الدين والقيم الكردية”.
وقال طالباني، إن “سرجنار هي ذكرى جميلة للمدينة ويجب أن تعود إلى الوقت الذي كانت تأتي فيها العائلات من المدينة لقضاء الإجازة والاستجمام والشعور بالسلام”، مؤكداً ان “قرار غلق تلك الاماكن من أجل الحفاظ على السلام وتوفير بيئة مواتية لآهالي السليمانية”.
واضاف “إننا مدافعون عن الحقوق الشخصية، ولكن عندما يتم عبور الحدود وعدم احترام القيم العالية، فإننا سنتخذ موقفاً”.