
بغداد/ عراق أوبزيرفر
في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الحكومة العراقية والفصائل المسلحة إلى عدم التدخل في الشأن السوري، محذرًا من الانجرار وراء صراعات إقليمية قد تؤثر سلبًا على أمن واستقرار العراق.
وأشار الصدر في بيان له، إلى أن الشعب السوري هو الوحيد المخول بتقرير مصيره، مؤكدًا ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التورط في نزاعات خارجية.
وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه الحدود العراقية السورية تحركات مكثفة للفصائل المسلحة الموالية لإيران، مع تقارير تفيد بدخول مقاتلين من هذه الفصائل إلى سوريا لدعم قوات النظام في مواجهة المعارضة المسلحة.
حماية الأمن القومي
من جانبه، أكد المحلل الأمني، حميد العبيدي، أن “دعوة الصدر لعدم التدخل في سوريا تأتي في إطار الحرص على حماية الأمن القومي العراقي وتجنب تكرار أخطاء الماضي”.
وأشار العبيدي في حديث لـ”عراق أوبزيرفر” أن “تدخل الفصائل العراقية في الصراعات الإقليمية قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الداخل العراقي، خاصة في ظل التحديات الأمنية الحالية”.
بدوره، أوضح مصدر مقرب من قيادات التيار الصدري أن “موقف الصدر ينبع من رؤية استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على سيادة العراق واستقلالية قراره السياسي”.
وأضاف المصدر، الذي طلب حجب اسمه لـ”عراق أوبزيرفر”، أن التيار الصدري يسعى إلى تجنيب العراق الدخول في محاور إقليمية قد تؤثر سلبًا على استقراره، وهذا موقف ثابت من زعيم التيار منذ سنوات، وقد نشهد خلال الساعات المقبلة تحركات أكبر”.
لا نحتمل التورط
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن بلاده لن “تقف متفرجة على التداعيات” في سوريا، حسب بيان صادر عن مكتبه.
وأضاف أن “ما يحدث في سوريا اليوم يصب في مصلحة الكيان الصهيوني الذي تعمّد قصف مواقع للجيش السوري بشكل مهّد للجماعات الإرهابية السيطرة على مناطق إضافية في سوريا”.
بدوره، أكد المحلل السياسي محمد الجابري أن “موقف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، واضح ومحدد برفض زج العراق في أي صراعات خارجية”، مشددًا على أن “الأوضاع الراهنة في البلاد، التي تتميز باستقرار ملحوظ في المحافظات، لا تحتمل التورط في حروب خارجية”.
وأوضح الجابري لـ”عراق أوبزيرفر” أن العراق مر بفترات صعبة في الماضي، ولا يرغب الصدر في تكرار هذه التجارب أو إقحام أي فصيل عراقي في الصراع السوري”، مشيرًا إلى “أهمية الحفاظ على الأمن الداخلي وتركيز الجهود على حماية العراق وسيادته”.
وتابع أن “الفصائل التابعة للحشد الشعبي أعلنت أنها لن تشارك في الأحداث الجارية في سوريا، إلا أن هذا الموقف قد يتغير إذا تعرضت الحدود العراقية لأي تهديد مباشر”.
جهل أمني
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي نزار حيدر إن “موقف الصدر، وهو الذي يقود أوسع تيار شعبي عقائدي، سيقوي قرار الدولة القاضي بحماية العراق وعدم الانخراط في الحرب على الإرهاب مرة أخرى، خاصة في تجربة هي الثانية من نوعها وليست الأولى، وأقصد بها عودة سوريا إلى المربع الأول، مما يدل على غباء سياسي وجهل أمني وقصر نظر قل نظيره”.
وأضاف حيدر، لـ”عراق أوبزيرفر” أن “قرار الصدر سيعزل الفصائل عن قرار العراق كدولة وكشعب لا يرغب في القتال بالنيابة مرة أخرى”، مشيرًا إلى أن “ما يجري في سوريا من تطورات خطيرة لا يخصها وحدها، ولكن لماذا لا تفهم دمشق هذه الحقيقة فتدافع عن نفسها من خلال الحيلولة دون تكرار الخطأ بكل تفاصيله المملة في أقل من عقد من الزمن لتحمي نفسها وتحمي غيرها؟”.