
بغداد /عراق اوبزيرفر
مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، يجد العراق نفسه في موقف حرج ومعقد، حيث يرتبط بعلاقات وثيقة مع الطرفين، ما يجعله عرضة لأي تداعيات قد تنتج عن مواجهة عسكرية محتملة.
ومع وجود القوات الأمريكية على الأراضي العراقية من جهة، وتأثير الفصائل المسلحة الموالية لإيران من جهة أخرى، يجعل بغداد تواجه تحديًا استراتيجيًا في كيفية تجنب الانجرار إلى صراع إقليمي قد يهدد أمنها واستقرارها الداخلي.
وفي ظل التصعيد النووي الإيراني، فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجأة بإعلانه عن رسالة وجهها إلى القيادة الإيرانية، يحثّها فيها على التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد، محذرًا من أن الخيار العسكري سيكون أمرًا فظيعًا بالنسبة لطهران.
معضلة استراتيجية
ورأى المحلل السياسي علي الحبيب أن “العراق يواجه معضلة استراتيجية في محاولته الحفاظ على التوازن بين واشنطن وطهران “مؤكدًا أن الحكومة العراقية تسعى لمنع استخدام أراضيها كقاعدة للعمليات العدائية من قبل الفصائل المسلحة”.
وقال الحبيب لـ”عراق وبزيرفر”، إن “بعض الفصائل المسلحة الموالية لإيران تمارس نشاطاتها بشكل مستقل عن السياسة الرسمية، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني على حسب القدرة الحكومية على فرض النظام الكامل”.
وأضاف أن “استمرار التحذيرات من المسؤولين العراقيين، إلى جانب تحركات بعض الفصائل، يثير التساؤلات حول ما إذا كان الهدوء الحالي مؤقتًا أم أنه مجرد استراحة تسبق تصعيدًا جديدًا قد يحوّل العراق إلى ساحة صراع الإقليمي بشكل أوسع”.
وتابع أن “الولايات المتحدة لديها اهداف في العراق ضمن حماية المصالح الاستراتيجية قد تحول الوضع من حالة الهدوء الظاهري إلى التصعيد العسكري”، محذرًا في الوقت ذاته من أن “تعارض المصالح الإقليمية قد يدفع الأوضاع إلى انهيار سريع، مما يستدعي يقظة دبلوماسية وعسكرية لتجنب تصعيد يهدد استقرار العراق والمنطقة”.
وفي ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، تبقى الخيارات العراقية – وفق مختصين – محدودة بين الحفاظ على التوازن الدقيق أو مواجهة تداعيات التصعيد الإقليمي، الذي قد يفرض واقعًا جديدًا على المشهد السياسي والأمني في البلاد.
وتسعى بغداد إلى كبح جماح تلك التوترات، عبر سلسلة إجراءات، مثل تقليل اعتماده على الطاقة الإيرانية من خلال تسريع مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج، وإجراء إصلاحات في النظام المصرفي.