
بغداد/ عراق أوبزيرفر
رغم هطول كميات كبيرة من الأمطار هذا الموسم، إلا أن أزمة المياه في العراق لا تزال قائمة وتزداد تعقيدًا، باعتبار أن البلاد تعاني من نقص حاد في الموارد المائية، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى سوء الإدارة والتخطيط غير الكافي لمواجهة الأزمات.
وعلى الرغم من أن الأمطار ساعدت في رفع المخزون المائي مؤقتًا، فإن تراجع الإيرادات المائية من الدول المجاورة، بالإضافة إلى السياسات الزراعية غير المدروسة، يجعل العراق أمام أزمة مائية حقيقية قد تؤثر على الاستدامة البيئية والزراعية في البلاد.
بدوره أكد المستشار الزراعي والمائي عادل المختار أن “العراق يواجه أزمة مائية حادة نتيجة سوء الإدارة وتراجع الإيرادات المائية القادمة من تركيا” موضحًا أن “الإيرادات المائية من تركيا تراجعت بشكل حاد من 2000 متر مكعب في الثانية إلى 75 متر مكعب فقط، ما يزيد من خطورة الوضع في البلاد”.
وقال المختار لـ”عراق أوبزيرفر” إن “الخزانات المائية في العراق شهدت انخفاضًا كبيرًا، حيث تراجعت من 21 مليار متر مكعب إلى 11 مليار متر مكعب، ما يزيد من احتمالية حدوث أزمة مائية في فصل الصيف المقبل”.
وأضاف أن “السياسات الزراعية غير المدروسة، مثل السماح بزيادة الزراعة في المناطق التي تعاني من شح المياه، ساهمت في تفاقم الأزمة المائية”، لافتًا إلى أن “المشكلة الرئيسية تكمن في سوء الإدارة وليس في المؤامرات الخارجية” داعيًا “الحكومة العراقية إلى اتخاذ إجراءات فورية لإعادة تقييم السياسات المائية والزراعية لمواجهة هذه الأزمة”.
وحذر المختار من أن “الوضع البيئي في العراق قد يصل إلى مرحلة كارثية إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمة”.
فقدان مساحات زراعية واسعة
ويرى مراقبون أن العراق يتجه نحو أزمة مائية كبيرة قد تؤدي إلى فقدان مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بسبب الجفاف المستمر وتزايد شح المياه، حيث يواجه البلد أيضًا أزمة في توفير مياه الشرب، في العديد من المناطق بسبب تلوث المياه وندرتها، ما يهدد صحة المواطنين ويزيد من الضغوط على الموارد المحدودة.
من جانبها حذّرت المديرية العامة للماء في العراق ومنظمة اليونيسيف الدولية من أن البلاد تواجه أزمة مائية خانقة، وأن الجفاف والتغيرات المناخية يصعّبان الحصول على مياه الشرب لملايين المواطنين، وأن الأزمة تتفاقم بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر، مما يجعل العراق من أكثر البلدان تأثرا بتغير المناخ.
وتتزامن هذه التحذيرات مع تدهور خطير بالقطاع الزراعي، إذ فقد العراق نحو 50% من أراضيه الزراعية خلال السنوات الأخيرة، حسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي.
ويقول الخزاعي إن الوضع الحالي سببه التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة، إضافة لشح المياه الناجم عن مشاكل مع دول المنبع بما يتعلق بحصص العراق من مياه نهري دجلة والفرات.