بغداد/ عراق أوبزيرفر
غضب في الأوساط الرياضية بعد المشاركة المتواضعة للعراق في أولمبياد باريس، وعدم تحقيق أي إنجاز يذكر، إذ عبر العديد من الرياضيين والمشجعين عن استيائهم من الأداء الضعيف للرياضيين العراقيين في هذه الدورة الأولمبية، في الوقت الذي كان يطمح فيه العراقيون لتحقيق إنجازات رياضية تليق بتاريخهم ومكانتهم.
ولم يحقق العداء العراقي طه حسين ياسين، البالغ من العمر 26 عاما، النتائج المرجوة في سباق 100 متر عدو للرجال، حيث احتل المركز الثالث عشر في التصفيات بوقت قدره 10.51 ثانية، في ثاني مشاركة أولمبية له بعد مشاركته في سباق 400 متر في أولمبياد طوكيو حيث حلّ سادساً.
وأعرب ياسين عن عدم رضاه عن هذه النتيجة، قائلاً: “سعيد بمشاركتي في الأولمبياد، وأطمح إلى نتيجة أفضل في أولمبياد لوس أنجليس 2028”.
وأضاف ياسين في تصريحاته لوكالة الأنباء الألمانية “دي بي أي”: “قدوتي هو العداء الجنوب أفريقي وايد فان نايكرك، صاحب الزمن القياسي العالمي في سباق 400 متر، هو أسطورة بالنسبة لي”، مشيراً إلى أن “استعداداته تمت في العراق بعد فشله في الحصول على تأشيرة دخول لتركيا، مما أثر على مستوى تحضيراته للأولمبياد”.
ويقول الباحث في الشأن الرياضي رياض الجنابي، إن “مشاركة العراق في أولمبياد باريس جاءت لتكشف عن مدى التدهور الذي وصلت إليه الرياضة العراقية، حيث تفتقر للدعم المادي والخطط الاستراتيجية ما أدى إلى نتائج مخيبة للآمال”.
وأضاف الجنابي لـوكالة “عراق أوبزيرفر” أن “الرياضة العراقية بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة للهيئات الرياضية ووضع برامج تدريبية فعالة تتناسب مع قدرات وإمكانات رياضيينا، لتجنب تكرار هذه النتائج السلبية في المستقبل”.
أما السباح العراقي حسن علي خليل، الذي شارك في سباق 100 متر سباحة حرة، فقد حقق مرتبة متأخرة حيث جاء في المركز التاسع والثلاثين من أصل أربعين سباحًا، مما أثار المزيد من التساؤلات حول جاهزية الرياضيين العراقيين للمنافسات الدولية.
وأفاد خليل أن نقص الدعم المادي للرياضيين يعتبر عائقًا كبيرًا أمام تحقيق نتائج متميزة، معبرًا عن أمله في أن تتحسن الظروف في المستقبل القريب.
فرصة للسفر!!
ويرى مختصون في المجال الرياضي، أن مشاركة العراق في أولمبياد باريس جاءت غير مدروسة كعادة معظم المحافل في البلاد، إذ يتم اعتبار هذه المحافل فرصة للسياحة والسفر والاستعراض للمسؤولين الحكوميين دون النظر إلى نوعية الأبطال الرياضيين المشاركين أو توفير ما يحتاجونه للمنافسة العالمية.
وتصاعدت الدعوات إلى ضرورة إعادة تخطيط هيئات واتحادات الرياضات بما يتناسب مع الموارد البشرية الموجودة في العراق، فمثلاً هناك رياضات لا مجال للعراقيين ولا للعرب من التنافس الدولي فيها لأسباب متعددة ونقص البرامج التدريبية الصحيحة.
وفيما كان السباح العراقي واحدا، حضر معه نائبان لرئيس اللجنة الأولمبية ومستشار لرئيس الوزراء ومسؤول حكومي آخر، ما أثار تساؤلات عن تعاطي المسؤولين مع الأولمبياد، وفيما إذا كانت فرصة لإحراز الذهب أم للسياحة والسفر.