بغداد/ عراق اوبزيرفر
كشف وزير الخارجية فؤاد حسين عن قرب عقد اجتماع في بغداد يضم مسؤولين سوريين وأتراك لبحث الأزمة السورية، فيما قال حسين في تصريح صحفي على هامش زيارته لواشنطن للمشاركة في اجتماعات حلف شمال الأطلسي الناتو، تابعته وكالة “عراق اوبزيرفر”:، ان “هناك مبادرة من العراق للتوسط بين أنقرة ودمشق والتواصل مستمر في هذا المجال”، مؤكدا أنه التقى، أمس ، مع نظيره التركي حقان فيدان في واشنطن من أجل ترتيب لقاء في بغداد مع الجانب السوري”.
وبين أن “هناك أيضا تواصل مستمر من قبل العراق مع الجانب السوري، وسنحدد موعدا لعقد هذا اللقاء في بغداد”.
وأشار وزير الخارجية أيضا إلى أن “قرار الوساطة عراقي” وإلى أن العراق “لا يأخذ الضوء سواء في سياساتنا الداخلية او الخارجية من الآخرين ولكن نتباحث مع الأصدقاء والحلفاء بشأن الخطوات التي نتخذها وخاصة ما يتعلق منها بأمن واستقرار المنطقة”.
ولفت حسين إلى أن نجاح الوساطة “سينعكس إيجابيا على العراق في حال توصل الجانبان لنتائج مهمة وحل المشاكل بالطرق السلمية والمفاوضات وليس عبر الحلول العسكرية”.
انهاء القطيعة
وتم الإعلان عن جهود بغداد لمحاولة إنهاء القطيعة السياسية بين الجانبين السوري والتركي من خلال الحوار الذي أجراه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع قناة “خبر ترك” التركية في مطلع حزيران الماضي، أكد أن بغداد “ترعى أجواء إيجابية بين البلدين”.
وفي ٣٠ من حزيران الماضي، كشفت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من دوائر صُنع القرار في دمشق، أن اجتماعا سوريا – تركيا مرتقبا ستشهده بغداد، وأنه سيكون خطوة في عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية.
ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السابع من يوليو الجاري إنه قد يدعو الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة تركيا “في أي وقت، فيما جاء ذلك بعد أيام على تصريح أردوغان يوم ٢٨ من حزيران الماضي، بأنه لا يوجد أي سبب يمنع إقامة علاقات بين أنقرة ودمشق، وذلك في رد إيجابي على تصريحات للأسد حول الانفتاح على جميع المبادرات لعودة العلاقات مع تركيا.
وبحسب مراقبين: أن محاولة بغداد لإنجاز الوساطة بين دمشق وأنقرة، تُثير العديد من التساؤلات حول الدوافع العراقية من وراء ذلك، خاصة أن هناك تحديات كثيرة تواجه هذه الوساطة، بالنظر إلى تعقيدات الأوضاع التي تبدو عليها التوترات الحدودية بين الجانبين السوري والتركي.
بدوره ترك الرئيس السوري بشار الأسد الباب مفتوحا خلال استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، الأربعاء، من خلال تأكيده على انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية.
واعتبر المحلل السياسي السوري عمر رحمون ، أن هناك حاجة تركية كبيرة في المصالحة مع سوريا، وأعلن الرئيس أردوغان وحكومته أكثر من مرة الرغبة في لقاء الرئيس بشار الأسد، وطلبوا من روسيا التوسط لعقد قمة ثلاثية، وهذه الرغبة التركية الشديدة قوبلت بصمت سوري على المستوى الرسمي.
مصالح شخصية
وقال رحمون في تصريح متلفز”، إنه “من المعروف أن أردوغان يبحث عن مصالحه الشخصية، وهو يقع أمام أمرين يعصفان به ويجب عليه أن يجد حلولا لهما، قبل العام القادم، الأول يتمثل في خطر يهدد أمن تركيا من الجنوب بسبب قوات “سوريا الديمقراطية” قسد، وفشل أنقرة عبر تحالفها مع واشنطن في مواجهة الحلم الكردي الانفصالي، وبات أردوغان يدرك أن التواصل مع روسيا وسوريا هو الحل”.
أما الأمر الثاني، بحسب رحمون، يتمثل في الانتخابات التركية، لا سيما في ظل ارتباط المعارضة هناك بالحكومة السورية، وهذا الارتباط “ما يؤرق الرئيس التركي، ويحاول أن يضرب هذا التحالف، عبر دعوة المصالحة، حتى يستفيد من أصوات أولئك الذين يطالبون بعودة العلاقات بين أنقرة ودمشق”.
وفيما يتعلق بالرفض السوري، يعتقد رحمون أن “أسبابه مقنعة، في ظل وجود أزمة عدم ثقة بين الأسد وأردوغان؛ فبعد 10 سنوات من الحرب والإرهاب ليس من المقبول أن يعقد لقاء سياسي دون تطبيقات فعلية على أرض الواقع، الشارع لا يثق بتصريحات أردوغان وعليه أن يثبت حسن نواياه”.
ويرى أن هناك خطوات ملحة يجب القيام بها من أجل كسب ثقة دمشق، أهمها “إنهاء الاحتلال التركي، وتفكيك المجموعات الإرهابية، ووقف الدعم التركي المقدم لها”، معتبرًا أن من دون هذه الخطوات لا يمكن أن تقبل دمشق بهذا اللقاء.