بغداد/ عراق اوبزيرفر
علق المحلل السياسي المستقل الدكتور عصام الفيلي ، اليوم السبت،على زيارة الوفد التركي يتقدمهم وزير الخارجية التركي ” هاكان فيدان ” بالقول، ان زيارة فيدان إلى العراق تختلف عن كل الزيارات السابقة لسبب بسيط جدا ، ان شخصية فيدان اثبتت لتكون هي مفتاح الحل للعلاقة ما بين العراق وتركيا لواحد من اكثر الشخصيات تأثيرا في السياسة الخارجية التركية على الصعيدين ” الداخلي والخارجي ” .
وقال ، ان هاكان يمتلك ابعادا كثيرة في السياسة والدبلوماسية وحتى في البعد الامني، وفق حديث الفيلي لوكالة ” عراق اوبزيرفر ” وان بواكير حياته التي ابتدأها منذ ثمانينيات القرن الماضي هيئاته لكي يطلع على الكثير من الملفات فضلا عن ان ” هاكان ” بصفه البعض بأنه ” الصندوق الأسود ” لاردوغان بفعل تمكنه من معرفة الكثير من المعلومات فيما يخص الأوضاع التركية الداخلية والخارجية.
ولفت المحلل السياسي إلى أنه عندما انتدبه اردوغان كان يريد ” حلا للازمة ” المستدامة، فضلا عن كل ذلك انه محاور لكثير من الاطراف ويدرك تمامآ انه موضوع مهم تماما.
والازمة كما يراها الفيلي التي تعاني منها تركيا هي موضوع ” حزب العمال الكردستاني ” ومعالجة الازمة تتم من خلال التنسيق فقط مع حكومة بغداد ، فيما نبه إلى وجود فواعل داخلية تؤثر في هذا الاتجاه وبعضه يؤمن بأن دعم حزب العمال سيساهم في تقويض الحزب الديمقراطي الكردستاني،وبخاصة هناك صراع على مناطق النفوذ، والحديث عن سنجار وتوابعها وبعض المناطق الاخرى من المادة ” ١٤٠” وهذه الفواعل بالاساس تكاد تكون مؤثرة في هذا الاتجاه.
واستدرك الفيلي ان حزب العمال في ابعاده الخشية من تركيا في سرعة تمدده وهو يكاد يكون اقوى حزب يكون خارج تركيا يمتد في العراق وسوريا وايران وبقية المناطق، لانه يعتمد على البعد العقائدي في بادىء الأمر والطريقة الماوية في عملية التنظيم وهذا يعني لديه القدرة باختراق العقول والطاقات وهنا هذه الحقيقة تدركها تركيا.
وفي ملف المياه فيرى المحلل والاكاديمي الفيلي ان إلمتحكم الأول بهذا الملف هو الرئيس التركي ” اردوغان ” الذي يؤمن وهذا كما هو حال كل دول العالم ، ان موضوع المياه هو ” أمن قومي ” لكن يبدو أن ” هاكان ” نجح في تفكيك هذه المعضلة وقد زادت كمية الاطلاقات المائية وفقا لتصريح وزير الموارد المائية العراقي ، ومن الممكن أن يتم التنسيق العالي بين البلدين في هذا الاتجاه، مما يؤدي إلى معالجة المشكلة المستدامة، وبالتالي قد تحصل انقرة على فرص استثمارية من بغداد عن طريق التنمية في بعض المؤسسات وشركات النفط والغاز، وبالتالي قد يكون شكل التخادم ما بين البلدين.
وتابع الفيلي حديثه ، قد يكون في نهر دجلة رؤية،اما في موضوع نهر الفرات قد تكون هناك مواقف تخص حزب الشعوب ” الاحزاب الكردية ” الموجودة في سوريا ” البي كا كا ” وعندما تقطع تركيا مياه الفرات ، تريد أن تضيق الخناق على خصمين اولا النظام السوري وحزب العمال ثانيا، فيما أشار إلى أن الاحزاب الكردية تتحكم في سد الطبقة في أعالي الفرات، وهذا كله يكاد يكون حاضرا .
وشدد الفيلي حديثه بالقول ، بقي عند الحكومة العراقية البحث عن آليات معالجة المناطق في الجنوب والفرات الأوسط وتكاد تكون المتضرر وهذا يتوقف على قدرة الفريق الاستشاري لرئيس الوزراء او وزير الخارجية في هذا الاتجاه.