Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تحليلاتخاصرئيسيةعربي ودولي

القواعد الروسية في سوريا.. صمود في وجه العواصف أم رحيل محتمل؟

 

بغداد/ عراق أوبزيرفر
يُعد التدخل الروسي في سوريا من أبرز المحطات في العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث شكّل نقطة تحول رئيسية في المشهد الإقليمي والدولي.
وبدأ التدخل الروسي الرسمي في عام 2015، ولكن العلاقة بين دمشق وموسكو تعود لعقود طويلة مضت، حيث ظلت روسيا حليفاً استراتيجياً لسوريا منذ حقبة الاتحاد السوفيتي.
وتمتد العلاقات بين سوريا وروسيا إلى ستينيات القرن الماضي، حين أصبحت سوريا واحدة من أبرز الدول الحليفة للاتحاد السوفيتي في الشرق الأوسط.
وعززت موسكو وجودها العسكري والاقتصادي في سوريا عبر تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لنظام الأسد الأب، ومنذ ذلك الحين، استمرت روسيا في لعب دور الحامي لنظام الأسد مقابل ضمان مصالحها الجيوسياسية في المنطقة.
في سبتمبر 2015، بدأت روسيا تدخلاً عسكرياً مباشراً لدعم نظام بشار الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة، وجاء هذا التدخل بناءً على طلب رسمي من النظام السوري، وهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، الحفاظ على النظام السوري، حيث كان سقوط الأسد يعني خسارة روسيا لحليف استراتيجي في الشرق الأوسط.
فضلًا عن منع إنشاء جيب إرهابي، فوفقاً لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان التدخل الروسي يهدف لمنع تكرار السيناريو الأفغاني وإنشاء منطقة نفوذ إرهابي على حدود حلفاء روسيا.
وتمثل القاعدتان العسكريتان الروسيتان في سوريا (قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية) الركيزتين الأساسيتين للوجود الروسي في البلاد.
وقد استغلت روسيا هاتين القاعدتين كمنصتين لإدارة عملياتها العسكرية في سوريا وتعزيز قدراتها الاستراتيجية في البحر المتوسط.
وفقاً لتصريحات بوتين، تجري حالياً محادثات بشأن مستقبل هذه القواعد، مع وجود دعم لبقائها، مما يؤكد استمرار روسيا في الحفاظ على نفوذها في المنطقة.

تُظهر تصريحات بوتين الأخيرة حرص موسكو على إعادة صياغة دورها في سوريا بعد سقوط الأسد، ورغم أن الرئيس الروسي نفى أن تكون ما جرى في سوريا هزيمة لموسكو، إلا أن المرحلة المقبلة تضع تحديات جديدة أمام روسيا، أبرزها:
تعقيد المشهد السياسي والعسكري: إذ يتوجب على موسكو التفاوض مع أطراف إقليمية ودولية لضمان مصالحها الاستراتيجية.
إعادة تموضع النفوذ الإيراني: كشف بوتين أن إيران طلبت مساعدة روسيا في نقل قواتها من سوريا، وهو ما يعكس طبيعة العلاقات بين البلدين.
ومع تطورات الأحداث الأخيرة، تجد روسيا نفسها أمام مرحلة انتقالية حساسة في سوريا، ورغم تأكيدها على تحقيق أهدافها العسكرية، إلا أن استمرار وجودها يعتمد على قدرتها على التكيف مع المشهد الجديد الذي يتسم بالصراعات الإقليمية والدولية المتشابكة.

ظهور بوتين الأخير
وأثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتماماً إعلامياً عالمياً بشأن ما حدث في سوريا من انهيار سريع لجيش النظام وهروب رئيس النظام بشار الأسد إلى موسكو.
وجاءت تصريحات بوتين جاءت خلال المؤتمر السنوي، حيث تطرّق إلى عدة قضايا، أبرزها الوجود الإيراني في سوريا، ودور روسيا في العمليات العسكرية، ومستقبل الوجود الروسي في البلاد.
كشف بوتين أن إيران طلبت من روسيا في وقت سابق مساعدة لنقل قواتها إلى الأراضي السورية، ومن ثم طلبت عودتهم إلى إيران بعد سقوط النظام.
وأوضح أن روسيا ساهمت في إجلاء حوالي 4000 مقاتل إيراني كانوا يقاتلون إلى جانب جيش الأسد، عبر قاعدة حميميم العسكرية الروسية، وهو ما يكشف عملاق العلاقة المعقدة بين موسكو وطهران في ظل التطورات الأخيرة في سوريا.
ورفض بوتين وصف ما جرى في سوريا بأنه هزيمة لروسيا التي دعمت نظام الأسد لأكثر من عشر سنوات.
وقال الرئيس الروسي إن الهدف من تدخل بلاده في سوريا كان منع إنشاء “جيب إرهابي”، مؤكداً أن هذا الهدف تحقق بشكل كبير.
وتحدث بوتين عن استمرار المحادثات بشأن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا، دون الإشارة إلى الأطراف التي تتواصل مع موسكو بشأن هذا الموضوع، ولفت إلى وجود دعم لبقاء القاعدتين، لكنه لم يخض في تفاصيل أو يكشف عن الجهات الداعمة.
وحذر بوتين من تحديات كبيرة تواجه المرحلة المقبلة في سوريا، مشيراً إلى تعقيد المشهد السياسي والعسكري، كما كشف أنه لم يتحدث مع بشار الأسد حتى الآن بعد هروبه إلى روسيا، لكنه يعتزم إجراء محادثة معه قريباً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى