
بغداد/ عراق أوبزيرفر
في خطوة عسكرية لافتة أعادت خلط الأوراق في الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال حاملة الطائرات “كارل فينسون” إلى المنطقة، لتلتحق بالحاملة “هاري ترومان” في المياه القريبة، تزامنًا مع نشر طائرات حربية إضافية لتعزيز القدرات القتالية البحرية الأميركية وسط تصاعد التوترات مع إيران واستمرار الغارات الأميركية على اليمن.
وتأتي هذه الخطوة في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، حيث تتزايد حدة المواجهة غير المباشرة بين واشنطن وطهران، مع تصاعد هجمات الحوثيين على القطع البحرية الأميركية في البحر الأحمر، وتهديدات حزب الله في لبنان، واستمرار القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، ما يشير إلى دخول المنطقة مرحلة جديدة من الأزمة.
ويبدو أن العراق سيكون من بين أبرز الساحات المتأثرة بهذه التطورات، حتى في حال لم تنزلق الأمور نحو مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، إذ يحذر مراقبون من أن وجود فصائل مسلحة موالية لطهران داخل الأراضي العراقية، قد يجعل من بغداد ساحة لتصفية الحسابات .
ويتخوف العراقيون من انزلاق بلدهم مرة أخرى إلى دائرة الفوضى، لا سيما مع تصاعد المؤشرات على إمكانية استهداف مصالح أميركية أو فصائل مسلحة على الأراضي العراقية، ما قد يؤدي إلى انفجار الوضع الأمني الهش أصلًا، ويعرقل مسار الاستقرار السياسي المتذبذب منذ سنوات .
المزيد من الضغط
وأكد الخبير في العلاقات الخارجية حامد الصراف أن “قرار البنتاغون بإرسال حاملة الطائرات (كارل فينسون) إلى الشرق الأوسط، لتنضم إلى الحاملة (يو إس إس هاري ترومان)، إلى جانب نشر طائرات إضافية، يعكس تصعيدًا عسكريًا واضحًا يحمل رسائل تهديد مباشرة لإيران وحلفائها في المنطقة”.
وقال الصراف لـ”عراق أوبزيرفر”: إن “هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أميركية تهدف إلى تعزيز الضغط العسكري على قوى محور المقاومة سواء في اليمن عبر أنصار الله الحوثيين، أو في العراق، ولبنان بعد التهديدات التي وُجهت إلى حزب الله، وكذلك على حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة، رغم هذا التصعيد، لا تفكر في توجيه ضربة مباشرة لإيران، نظرًا لتعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى المعارضة الصريحة من روسيا والصين لأي تحرك عسكري ضد طهران، حيث تربط الدول الثلاث اتفاقيات استراتيجية عميقة”.
ومع تزايد الوجود العسكري الأميركي في المياه الإقليمية وتصعيد التحركات البرية والجوية في أكثر من محور، يترقب المتابعون ما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد اشتعالًا أوسع في ساحات متعددة، أو أن التهديدات ستبقى ضمن دائرة الضغط السياسي والعسكري غير المباشر .
لكن وسط هذا المشهد، يبقى العراق، بتركيبته الهشة وواقعه السياسي المعقد، ساحة مفتوحة أمام هذا التصعيد، وسط تساؤلات عن قدرة الحكومة العراقية على ضبط الفصائل المسلحة، وتحييد البلاد عن صراعات الخارج، في وقت تتشابك فيه المصالح وتضيق فيه مساحة المناورة السياسية .