
بغداد/ عراق أوبزيرفر
تحول متكرر تشهده الساحة العراقية، منذ 2003، حيث ظهر أكثر من 300 حزب سياسي، معظمها صغيرة أو ناشئة إلا أن هذه الأحزاب تواجه تحديات جمة تهدد بقاءها واستمراريتها في ظل سيطرة الأحزاب التقليدية الكبرى.
وتهيمن الأحزاب التقليدية على المشهد السياسي العراقي، مستفيدة من نفوذها السياسي والاقتصادي، وأحيانًا العسكري، حيث ان هذا التشظي السياسي والتدخلات الخارجية يعقدان من فرص الأحزاب الصغيرة في تحقيق تأثير ملموس على الساحة السياسية.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد المياحي أن “الأحزاب الناشئة في العراق تواجه تحديات كبيرة تجعلها غير قادرة على مواجهة الأحزاب التقليدية، حيث تذوب سريعًا بسبب افتقارها إلى النفوذ السياسي والاقتصادي الذي تمتلكه الأحزاب الكبرى”.
وقال المياحي لـ”عراق أوبزيرفر” إن “هذه الأحزاب التقليدية، سواء الشيعية أو الكردية أو السنية، تهيمن على المشهد السياسي بفضل امتلاكها موارد مالية ضخمة، دعم دولي، ونفوذ مسلح، مما يجعلها الأكثر قدرة على السيطرة على الشارع السياسي، كما أن هذه الأحزاب استطاعت بناء قواعد جماهيرية قوية عبر التعيينات، الرواتب، والتسهيلات التي تقدمها للموالين لها، مما يصعب على الأحزاب الناشئة كسب ولاء الجمهور”.
وأضاف أن “هناك غيابًا واضحًا للرؤية الأيديولوجية لدى الأحزاب الناشئة، حيث تفتقر إلى أفكار جديدة وجذابة للمواطن، وتكتفي بترديد شعارات العدالة والمساواة دون فهم حقيقي لمضامينها، مما يجعلها غير قادرة على استقطاب الشارع أو إحداث تغيير حقيقي”.
تحالف جديد
وتسود أجواء من الترقب في الأوساط السياسية ببغداد مع تداول أنباء عن قرب الإعلان عن تحالف سياسي جديد، يُنتظر أن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويضم شخصيات بارزة من بينها النائب سجاد سالم.
وبحسب المصادر، فإن التحالف المرتقب سيضم أيضًا شخصيات قيادية، مثل رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي والمكلف السابق بتشكيل الحكومة عدنان الزرفي، في محاولة لتشكيل تكتل مدني وسطي يسعى لمنافسة الأحزاب التقليدية.
غير أن هذا الحراك يثير تساؤلات بشأن مدى قدرة القوى المدنية على مواجهة الأحزاب الراسخة، التي تمتلك خبرة تنظيمية عميقة ونفوذًا سياسيًا واسعًا، بالإضافة إلى إمكانات مالية وإعلامية كبرى، ما يضع تحديات جديّة أمام التحالف المدني المنتظر لإثبات وجوده في ساحة انتخابية تهيمن عليها الكتل الكبرى.
ورغم أن القوى المدنية والمستقلة تمكنت من حصد نحو 40 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية الماضية، إلا أن الكثير من نوابها سرعان ما التحقوا بصفوف الكتل التقليدية، الأمر الذي أفقدهم استقلاليتهم السياسية، وخلّف حالة من الإحباط لدى جمهورهم، الذي كان يعوّل على دورهم في تحقيق تغيير حقيقي داخل قبة البرلمان.