تحليلاتخاص

المياه تتحول إلى دماء.. الاقتتال على الموارد سبب دائم للنزاعات العشائرية جنوبي العراق

عراق اوبزيرفر/ بغداد

مع تزايد أزمة شح المياه في العراق، برزت مؤشرات على تصاعد النزاعات العشائرية، خاصة في المناطق الجنوبية، حيث شهدت محافظة ميسان نزاعين عشائريين مؤخرًا، أديا إلى سقوط قتلى وجرحى، وهو ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه البلاد في إدارة الموارد المائية ومنع تحولها إلى سبب رئيسي للصراعات.
وشهدت محافظة ميسان مقتل شخصين وإصابة ثالث، إثر نزاع مسلح اندلع بين جيران بسبب خلاف على مياه السقي في قرية الأبيض، المحاذية لهور الحويزة قرب الحدود العراقية الإيرانية، قبل أن تتدخل شرطة المدينة لتمنع توسعه إلى نزاع أوسع.
كما شهد قضاء قلعة صالح، في المحافظة ذاتها، مقتل خمسة أشخاص في نزاع عشائري مسلح، نشب على خلفية شح المياه، وسط تحذيرات من امتداد تلك النزاعات التي تنشب عادة بسبب ندرة المياه.
وتفاقمت أزمة شح المياه في العراق خلال السنوات الماضية لعدة أسباب من بينها سوء إدارة استخدام المياه وتغير المناخ وتراجع الإمدادات من دول المنبع، تركيا وإيران وسوريا، وهي عوامل تتشابك معا وتبرز أهمية مشكلة أساسية لم تتم معالجتها حتى الآن.

أزمة مركبة
ويواجه العراق أزمة مائية مركبة، كونه بلد مصب يعاني من الجفاف ويعتمد بشكل شبه كامل على الموارد المائية القادمة من دول الجوار.
وفي ظل ضعف الاستجابة الحكومية، تستمر الدول المجاورة في بناء السدود وتغيير مسارات الأنهار المشتركة لضمان احتياجاتها المائية، مما يؤدي إلى تراجع كميات المياه الواصلة إلى العراق، كما أن هذه الأزمة تتفاقم بفعل التوترات السياسية بين العراق وجيرانه.
بدوره، أكد عضو “مرصد العراق الأخضر”، عمر عبد اللطيف، أن “النزاعات العشائرية المتعلقة بالمياه ليست جديدة، ولن تكون الأخيرة، حيث تسعى بعض العشائر للسيطرة على المناطق التي تتوفر فيها مصادر المياه، ومنع العشائر الأخرى من الوصول إليها إلا مقابل أموال أو شروط أخرى”، مشيرًا إلى أن “العراق وصل إلى مرحلة ندرة المياه، حيث لم تعد وفيرة، وأغلبها يعاني من التلوث، خاصة في مناطق الأهوار والمناطق الزراعية”.
وأضاف عبد اللطيف لـ”عراق أوبزيرفر” أن “العراق بحاجة إلى مراجعة شاملة لكل خططه المتعلقة بإدارة الموارد المائية، لا سيما في ظل تأكيدات وزير الموارد المائية المتكررة على ضرورة إعادة النظر في الخطط الزراعية وأساليب السقي، لمنع الهدر المستمر للمياه دون فائدة”، مشددًا على أن “هناك صعوبة كبيرة في توفير المياه الصالحة للشرب والاستخدامات الأخرى”.
وأشار إلى أن “الجهات المسؤولة مطالبة بالعمل على نشر تقنيات الري الحديثة، مثل التقطير والتنقيط، لضمان ترشيد استهلاك المياه”، داعيًا المواطنين إلى “الالتزام بترشيد الاستهلاك خلال المرحلة المقبلة، لأن العراق مقبل على تحول خطير في قضية المياه يجب التعامل معه بأسرع وقت ممكن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });