
بغداد/ عراق أوبزيرفر
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والضغوط الدولية المتزايدة، تواجه الفصائل المسلحة في العراق تحديات كبيرة، إذ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعتزمان اتخاذ إجراءات حاسمة بهدف تقويض نفوذها والحد من تأثيرها في المنطقة.
ونقلت وكالة رويترز عن 10 من كبار القادة والمسؤولين العراقيين القول إن عدة فصائل مسلحة قوية في العراق مستعدة ولأول مرة لنزع سلاحها، لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقا للمصادر – من بينها 6 قادة محليين لـ4 فصائل مسلحة رئيسية – تأتي هذه الخطوة لتهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضافت المصادر أن المسؤولين أبلغوا بغداد أنه ما لم تتخذ إجراءات لحل الفصائل النشطة على أراضيها، فإن واشنطن قد تستهدفها بغارات جوية.
ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة العراقية لحصر السلاح بيد الدولة، وسط تحذيرات من اندلاع مواجهات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد والمنطقة بأسرها.
مطلب شعبي
بدوره أكد مدير المركز الإعلامي للدراسات الاستراتيجية نزار حيدر، أن الفصائل المسلحة في العراق أصبحت فعلياً منزوعة السلاح، ولم تهاجم القوات الأميركية أو تدعم أي ساحة قتال منذ وصول دونالد ترامب إلى الحكم”.
وقال حيدر لـ”عراق أوبزيرفر” إن “العراق يمر بمرحلة خطيرة، ومن المنتظر أن يُعقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قد يتضمن قرارات خطيرة تمس إيران أو الفصائل”.
وأوضح أن “السبب يعود إلى ثلاث عوامل، أولها نصيحة طهران للفصائل بإبقاء السلاح جانباً، نظراً لارتباطها العقائدي بها “مضيفاً أن “السبب الثاني هو قناعة الفصائل بعدم جدوى السلاح التقليدي في معارك النفوذ والتجسس والتقنيات الحديثة، والتي لا تملك فيها قدرات تُذكر”.
وأضاف أن “السبب الثالث، فهو السياسات الأميركية الجديدة التي تسعى لحصر السلاح بيد الدولة، ومنها قانون تحرير العراق الذي يُنتظر التصويت عليه في الكونغرس”.
ولفت حيدر، إلى أن “مطلب حصر السلاح هو مطلب شعبي ودستوري ومرجعي داعياً الفصائل للاندماج في الدولة أو مواجهة تبعات خطيرة.
وتسعى الحكومة العراقية جاهدة لإقناع الفصائل المسلحة بإلقاء السلاح والانخراط في مؤسسات الدولة، لتجنيب البلاد مخاطر التصعيد العسكري والتدخل الخارجي وتأمل بغداد أن يؤدي هذا المسار إلى تعزيز الاستقرار الداخلي، وإنهاء ظاهرة السلاح المنفلت التي تهدد أمن الدولة ووحدتها.