
عراق أوبزيرفر/ بغداد
تثير التغريدات المتواصلة للسيناتور الجمهوري الأمريكي جو ويلسون موجة من الجدل في الأوساط السياسية العراقية، بعدما تناول عبر منصة (أكس) ملفات حساسة تتعلق بنفوذ الفصائل العراقية.
هذه التصريحات تأتي في ظل متغيرات إقليمية كبرى، أبرزها التحولات الجارية في سوريا، وتراجع نفوذ الجماعات المسلحة، بالتزامن مع عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.
وفي أحدث تعليق له، قال ويلسون إن “النظام الإيراني لديه رئتان متبقيتان: العراق واليمن”، في إشارة إلى استمرار النفوذ الإيراني في هذين البلدين رغم الضغوط الدولية.
وأثارت هذه التصريحات انقسامًا في الشارع العراقي، حيث رأى البعض أنها مجرد مواقف شخصية للسيناتور ويلسون، لا تعكس توجهًا رسميًا للإدارة الأمريكية، بينما اعتبر آخرون أنها تحمل رسائل سياسية واضحة، تشير إلى تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية تجاه العراق، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية وتغير موازين القوى في المنطقة.
سياسة أمريكية غامضة
بدوره أوضح المحلل السياسي جاسم الغرابي أن “السياسة الأمريكية لم تتضح معالمها بشكل كامل منذ تسلم دونالد ترامب، الحكم في الولايات المتحدة، حيث لا تزال التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين تندرج ضمن إطار الرسائل السياسية أكثر من كونها قرارات فعلية”.
وأضاف الغرابي لـ”عراق أوبزيرفر” أن “بلورة السياسة الفعلية لحكومة دونالد ترامب، قد تستغرق ما بين أربعة إلى خمسة أشهر، حيث يمكن حينها استشراف توجهاتها وخططها المستقبلية، رغم امتلاكها لأولويات واضحة تشمل الصين، روسيا، والاتحاد الأوروبي، إلى جانب مشكلات اقتصادية متزايدة”.
وأشار إلى أن “الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل في التعامل مع قضايا كبرى مثل ملف الهجرة، بالإضافة إلى القضايا الدولية الساخنة في غزة، لبنان، وأوكرانيا، فضلًا عن الأزمات الداخلية مثل الحرائق التي شهدتها واشنطن ولوس أنجلوس، وحادثة اصطدام الطائرة التي لا تزال التحقيقات جارية بشأنها”.
وختم الغرابي، بأن “جميع التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين، سواء من أعضاء مجلس الشيوخ أو غيرهم، تظل في إطار الرسائل الموجهة للأطراف الدولية، بانتظار وضوح الرؤية السياسية للحكومة خلال الأشهر المقبلة”.
ويعد جو ويلسون أحد الأسماء البارزة في الحزب الجمهوري، ويمثل ولاية ساوث كارولاينا في مجلس النواب الأمريكي، وهو وُلد عام 1947، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون من جامعة واشنطن ولي، قبل أن ينال درجة الدكتوراه في القانون من جامعة ساوث كارولاينا.
ويشغل ويلسون عضوية لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وهو معروف بمواقفه الداعمة لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومعارضته الشديدة للنفوذ الإيراني في المنطقة.
ومن خلال تغريداته، يفتح ويلسون ملفات شائكة في العراق، من بينها عمليات تهريب الدولار، وملف الفصائل العراقية، وضعف المؤسسات الحكومية، وهي قضايا تحظى باهتمام واسع داخل العراق، خاصة بين الأطراف الساعية للإصلاح وإعادة هيكلة المشهد السياسي.