
بغداد/عراق أوبزيرفر
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، تتزايد التساؤلات بشأن فرص دخول الشباب إلى مجلس النواب المقبل، في ظل نظام سياسي يراه كثيرون مغلقاً أمام الوجوه الجديدة، وتقاليد حزبية رسّخت حضور النخب السياسية القديمة على مدار الدورات المتعاقبة.
ورغم أن الشباب يشكلون النسبة الأكبر من سكان العراق، إلا أن تمثيلهم في المؤسسة التشريعية بقي محدودًا خلال السنوات الماضية، ويُعزى ذلك إلى مجموعة من التحديات التي تعيق انخراطهم في العملية السياسية، بدءاً من هيمنة الأحزاب التقليدية، مرورًا بالعوائق المالية والإدارية، وصولاً إلى آليات عمل النظام الانتخابي التي ما تزال موضع انتقاد من بعض الجهات.
ويشير مراقبون إلى أن الأحزاب الكبرى تستفيد من شبكات النفوذ والتحالفات القديمة، وتوظف الموارد الحكومية والإعلامية لخدمة مرشحيها، ما يصعب على الشباب المستقلين منافستها في أي عملية انتخابية.
بدورها، قالت الناشطة أنوار الخفاجي إن”الطاقة الشبابية في العراق لا تزال غير مفعّلة سياسياً، رغم أن الواقع العام يشير إلى أن التغيير الحقيقي يبدأ من دخول الوجوه الجديدة إلى مواقع القرار”.
وأضافت لـ”عراق أوبزيرفر” أن “ما يعرقل صعود الشباب ليس فقط ضعف التمويل، بل أيضاً السياسات التي تتبعها بعض القوى السياسية التي تسعى إلى إعادة إنتاج نفسها باستمرار، دون إتاحة المجال لجيل آخر يمتلك رؤية مختلفة”.
برلمان مختلف
وتبرز قضية التمويل كواحدة من أبرز التحديات أمام الحملات الانتخابية الشبابية، إذ تفتقر أغلب المبادرات الجديدة إلى دعم مالي، مقابل قدرات مالية كبيرة تمتلكها الكيانات التقليدية، تُستخدم في الحملات الدعائية والتأثير على الناخبين.
من جهة أخرى، ساهمت الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق خلال السنوات الأخيرة في تسليط الضوء على مطالب التغيير السياسي، وإعادة النظر في تمثيل الشباب داخل المؤسسات الرسمية.
ودفعت هذه التحركات ببعض الناشطين إلى تأسيس حركات سياسية ناشئة، تهدف إلى كسر احتكار القرار، والدخول إلى السباق الانتخابي.
ويرى متابعون أن الوصول إلى برلمان مختلف يتطلب تضافر عدة عوامل، أهمها زيادة الوعي الانتخابي لدى المواطنين، ودعم المبادرات الشبابية، وتوفير فرص عادلة للمنافسة، إلى جانب بناء تحالفات مستقلة قادرة على الصمود أمام الضغوط.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه جزء من الشارع العراقي إلى رؤية وجوه شابة تحمل تصورات جديدة، يبقى نجاح هذه الفئة في الوصول إلى البرلمان مرتبطًا بمدى قدرتها على تجاوز التحديات، وتقديم برامج واقعية ومقنعة تتناسب مع تطلعات الناخبين، وسط بيئة انتخابية ما زالت تتأرجح بين الرغبة في التغيير، والتمسك بالمألوف.