تحليلاتخاص

بعد التقارب العراقي – التركي.. كيف سيتأثر “البي كاكا”؟

بغداد/ عراق اوبزيرفر

شدد خبراء على أن قضية القصف التركي المستمر على قرى كردستان العراق واستهداف المدنيين وحزب العمال الكردستاني، قضية سيادية، لكنهم اكدوا انها ليست بالقضية الهينة المزعومة لتصفية البي كاكا.

هذا وألتقى وزير الخارجية فؤاد حسين نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة.

وقال حسين في تغريدة على منصة إكس “عقدت اليوم اجتماعًا مثمرًا مع الوزير التركي، وتم بحث أُطر تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا”.

وأضاف “تناولنا خلال اللقاء سبل تفعيل اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي تم توقيعه أثناء زيارة الرئيس أردوغان إلى بغداد، مؤكدين على أهمية تعميق العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة”.

وسيعقد مسؤولون كبار من العراق وتركيا محادثات رفيعة المستوى في أنقرة، اليوم الخميس، لتعزيز التعاون في القضايا الأمنية.

ونشب خلافا بين البلدين في السنوات القليلة الماضية بسبب العمليات العسكرية التي تنفذها أنقرة عبر الحدود ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور المتمركزين في منطقة جبلية بشمال العراق.

ويقول العراق إن العمليات تشكل انتهاكا لسيادته، لكن تركيا تقول إنها ضرورية لحماية نفسها.

وتحسنت العلاقات منذ العام الماضي عندما اتفق الجانبان على إجراء محادثات رفيعة المستوى حول القضايا الأمنية، وبعد زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في نهاية نيسان إلى بغداد حيث قال إن العلاقات دخلت مرحلة جديدة.

وعقد البلدان حتى الآن ثلاث جولات من الاجتماعات في إطار آلية الحوار، وقررت بغداد تصنيف حزب العمال الكردستاني “منظمة محظورة في العراق” خلال المحادثات الأخيرة التي أجريت في مارس آذار الماضي، في خطوة رحبت بها أنقرة.

وقال المصدر التركي الذي لم تكشف “رويترز” عن اسمه إن لقاء اليوم الخميس سيمثل أول اجتماعات “مجموعة التخطيط المشتركة”، التي تقرر تشكيلها خلال زيارة أردوغان ويرأسها وزيرا الخارجية.

تعاون مستدام

وأضاف المصدر أن المحادثات تهدف أيضا لوضع تعاون البلدين في إطار مؤسسي ومستدام، مشيرا إلى أن الوفدين سيناقشان تنفيذ 27 اتفاقية تم توقيعها خلال زيارة أردوغان، وسيقيّمان المزيد من المبادرات المشتركة.

والإثنين الماضي، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، لـ”رويترز” إن الخطوات التي اتخذتها تركيا والعراق في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب تمثل “نقطة تحول”، مضيفا أن العمل الفني الخاص بإنشاء مركز عمليات مشترك للمنطقة مستمر.

وقال غولر أيضا إن العمليات التركية عبر الحدود في شمال العراق ستستمر حتى “يتم محو اسم الإرهاب من هذه المنطقة”، مضيفا أن أنقرة تتوقع من بغداد تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية في أقرب وقت ممكن.

وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، منظمة إرهابية، ولقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم خلال الصراع.

اختراق قديم جديد

وعلق الخبير الأمني صفاء الاعسم بالقول:” ان العملية الأمنية والاختراق اللي حصل على الحدود هي ليست  وليدة الساعة، وهنالك استعداد كبير من الجانب التركي وكانت هنالك تهيئة لهذا الموضوع.

وقال الاعسم لوكالة “عراق اوبزيرفر “، ان “الموضوع بدأ بعمليات الدخول الى داخل الحدود العراقية، منذ فترة طويلة، أي قبل ٢٦ عاما، وكانت اول عملية التهيئة للدخول ، لكنه أكد ان هكذا عمليات في هذا المستوى، وبهذا الحجم، في كمية الدخول يعني وصل عدد الداخلين داخل العراق من المؤسسة العسكرية التركية اكثر من (2000) مقاتل وتدقيق معلومات ومعلومات استخبارية وأجهزة وحواسيب زائدا معلومات امنية موجودة وضرب بطائرات مسيرة وقصف من جانب التركي، على مستوى مدفعية داخل الحدود العراقية”.

وذكر، ان “هذا معناه الى انه هنالك عمليات نقل للمعدات العسكرية داخل العراق ،فضلا عن الطائرات السمتية والهاليكوبتر، والتي قصفت اكثر من ست قرى، وكذلك تفريغ القرى المتواجد فيها حزب (البي كاكا) والذي وصل عدده بحدود ست قرى ونصب سيطرات رئيسة اكثر من اربع سيطرات ونصب سيطرات مؤقتة داخل الحدود العراقية في محافظة دهوك بحدود 29 سيطرة، ما يعني ليست عملية انية ، بل كبيرة، اعد لها  دراسات.

وتابع: “ليس من السهل ان يكون هنالك تجاوز بإنهاء القصف وحل الموضوع بشكل سريع، نعم يعني هنالك توافقات عراقية _ تركية بهذا الموضوع ،ولكن يجب ان يكون هنالك انسحاب كامل ان يترك الموضوع الى الجيش العراقي والجهات الامنية في حل هذا الموضوع”.

اعداد كبيرة

وبين، أن “من غير المعقول الى انه تواجد الاتراك داخل العراق لغرض انهاء (البي كا كا) وهذا معناه الى انه هو لن ينهي خروجه لان ( البي كاكا) ليسوا  بالعدد القليل و متواجدين بمناطق شاسعة وعوائل واسر اعدادهم كبيرة، واتصور الى ان النقاش ،هو كيف ننهي  هذا الموضوع وهذه المشكلة”.

وختم الاعسم حديثه بالقول، ان “هذا الموضوع يكون بالتعاون ما بين الجانبين العراقي والتركي في عمليات مسك الحدود، فيما أشار إلى أن “موضوع التجاوز واختراق الحدود لن سيحل المشكلة، بالعكس سيكون هنالك تعقيد اكثر في هذا الموضوع، ويكون هنالك شدا لأنه يعتبر خللا امنيا ، وتجاوز وانتهاك الحدود العراقية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى