تحليلاتخاصرئيسية

بعد بوادر انفراجة.. هل تفتح بغداد ذراعيها لدمشق من بوابة الأمن القومي؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر

رغم تصاعد الجدل الداخلي في العراق حول مستقبل العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وتزايد الأصوات التي تطالب بإعادة النظر أو حتى قطع العلاقات مع دمشق، يبدو أن بوصلة القرار السياسي العراقي تتجه بثبات نحو دعم سوريا في هذه المرحلة الحساسة.

وهذا التوجه انعكس بوضوح في السياسات الحكومية التي مضت في دعم دمشق متجاهلةً الانتقادات التي تُوجَّه للشرع، بما في ذلك اتهامات بالإرهاب من بعض الأطراف السياسية العراقية.
وفي خطوة تحمل دلالات سياسية، استقبل السوداني وزير الخارجية السوري أحمد الشيباني الشهر الماضي، كما أجرى السوداني اتصالًا هاتفيًا بالشرع لتهنئته بعيد الفطر، ما يؤكد رغبة بغداد في توطيد العلاقة مع القيادة السورية الجديدة.

وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو أن العراق يسعى لتعزيز موقفه الإقليمي عبر دعم سوريا كحليف، مؤمنًا بأن استقرارها قد يُسهم في حماية الأمن القومي العراقي والمنطقة بأكملها من مخاطر تمدد التنظيمات الإرهابية.

وطالب الأمين العام لعصائب اهل الحق، قيس الخزعلي، بأن لا يبقى العراق متفرجا على عمليات القصف الاسرائيلي على سوريا لأنه تهديد مباشر وخطير.

وقال الخزعلي في تصريح له، إن “إحدى الدول العربية مهمتها تنفيذ المشروع الصهيوني في تقسيم سوريا، وهناك محاولات لأنشاء إقليم جديد في سوريا بغية تقسيم البلاد”، موضحاً أنه “لا يصح ان يبقى العراق متفرجا على أحداث سوريا لأنه تهديد مباشر وخطير للأمن القومي”.

حاجز دفاعي

ويرى مراقبون أن توجّه العراق نحو دعم سوريا يُمثّل خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، ليس فقط لمساندة دمشق، بل أيضًا لحماية أمنه القومي وضمان عدم خلق خصومات أو توترات مع أي من دول الجوار.

من جانبه أكد الباحث في الشأن الأمني مخلد حازم أن “سوريا تمثل الحاجز الدفاعي الأول أمام التوسع الإسرائيلي في المنطقة، حيث أن استقرارها ينعكس بشكل مباشر على استقرار دول الجوار”.

وقال حازم لـ”عراق أوبزيرفر” إن “الكيان الصهيوني يرى في سوريا مركزًا محوريًا لمواجهة ما يسميه (النظام العالمي الجديد)، ولذلك يعمد بشكل متكرر إلى استهداف البنية التحتية العسكرية، نتيجة لعدم ثقته بالحكومة السورية الجديدة”.

وأضاف، أن “قرب عقد معاهدة دفاع أمني مشترك بين سوريا وتركيا، هو ما دفع الكيان الصهيوني إلى تكثيف هجماته الجوية على المطارات العسكرية السورية في محاولة لإفشال هذا التقارب الإقليمي”.

وأشار حازم إلى أن “دول الجوار مطالبة بدعم سوريا في وجه الاعتداءات الصهيونية “محذرًا من أن “الجميع معرض للخطر في حال تفاقم الأزمة، كما ان الوقوف بجانب سوريا لا يصب فقط في مصلحتها، بل هو درع واقٍ للمنطقة بأكملها من مشاريع الكيان التوسعية”.

وبين أن “استمرار الفوضى في سوريا قد يؤدي إلى صراع دموي طويل يُنذر بتقسيم البلاد، وقد تمتد نيرانه إلى دول الجوار، إذا لم يكن هناك موقف عربي موحد لمواجهة التحديات المقبلة”.

وخلال السنوات الماضية، لم تكن العلاقة بين بغداد ودمشق تمر عبر القنوات الرسمية فقط، بل شارك أيضًا فاعلون غير حكوميين من الفصائل المسلحة التي انخرطت مبكرًا في الصراع السوري؛ ما جعل هذا الملف خارج إطار الدولة العراقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });