بعد تعيين ماسك.. هل بدأت السياسة الأميركية تستهوي رجال الاعمال؟

بغداد/ عراق اوبزيرفر

ما ان اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن تعيين الملياردير الامريكي ايلون ماسك لقيادة وزارة مستحدثة تعنى بـ “الكفاءة الحكومية”حتى بدت ملامح المرحلة المقبلة من منصبه تتكشف بصورة اكبر.

ويقول المحلل السياسي الفلسطيني سميح خلف لـ عراق اوبزيرفر إن “الولايات المتحدة الامريكية تعاني من تفشي الفقر والمديونية في بعض ولاياتها فمتطلبات الجبهة الداخلية الامريكية ومواطنيها عبر مستحقاتهم مثل التأمين الاجتماعي والصحي وغيره واجه الكثير من القصور خلال الادارات السابقة خاصة وانها تستند على حزبين يتقاسمون المؤسسات التكنولوجية ومؤسسات الطاقة ويتناوبون في حكم الولايات المتحدة الامريكية”.

واضاف ان “تعيين الملياردير ايلون ماسك هو ابرز دليل على انتهاج الرئيس الامريكي ترامب لنفس السياسة خلال رئاسته الأولى من خلال رفعه شعار وقتها أمريكا اولا وكررها لثلاث مرات
وعلى الرغم من كونه متشددا في بعض القضايا التي تهم الشرق الأوسط مثل الملف الإيراني الا ان صب اهتمامه بالوضع الداخلي الامريكي”.

ويتابع خلف ان “ترامب وجه نقدا شديدا في رئاسته السابقة لحلف النيتو والقى اللوم على بلاده بانها تساهم بالجزء الأكبر من هذا الحلف فيما طالب الحلف لضمان استمرار حمايته ودعمه من الولايات المتحدة بدفع ما بذمتهم من مدبونية اليها ويزيدوا من موازناتهم “.

واشار الى ان “هناك قطاعين يحكمون الولايات المتحدة منها قطاع الطاقة وقطاع رجال الاعمال وقطاع الالكترونيات لكن في الوقت الحالي دخل قطاع جديد تنامى في عهد ترامب الا وهو قطاع العقارات والمشروعات السياحية وغير السياحية حتى في خارج الولايات المتحدة لا سيما في روسيا”.

ويضيف المحلل السياسي الفلسطيني ان “ترامب يحاول عن طريق ايلون ماسك ادارة شركاته واشهرها شركة X تويتر سابقا بتخفيض الرواتب وعدد الموظفين فيها وفي نفس الوقت يحاول ان يخفض في الاستهلاك الحكومي البيروقراطي والذي اخذه من ارث الناتج للحزبان الديمقراطي والجمهوري”.

واشار الى ان “ايلون ماسك كان داعما لترامب ولحملته الانتخابية فالاول يعشق عقلية ترامب بالتالي يعرف ما يريد من تخفيض الانفاق وطرد كثير من موظفي الدولة العميقة التي تم ورثها من الحزب الجمهوري والديمقراطي فهو في حالة معاداة صارخة مع الدولة العميقة ويتهمها بالتآمر عليه بالتالي فهو في طور الاهتمام بالوضع الداخلي من خلال رجال الاعمال الجدد”.

واعرب خلف عن اعتقاده بأن “الرئيس الامريكي بعد خروجه من حربه مع الدولة العميقة داخل بلده سيخرج بعدها الى تكوين علاقات جديدة في العالم والشرق الاوسط واوربا من خلال حل الازمة الاوكرانية والكثير من القضايا التي كان الحزب الديمقراطي يتلاعب بها طوال الفترة الماضية “.

من جهته أكد المحلل السياسي المصري عماد جاد ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب هو بالاساس رجل اعمال وسوف يركز بالاساس على الاقتصاد كما ان المياردير ايلون ماسك لعب دورا مهما في حملة ترامب وهو من ساعد في حسم اصوات ولاية بنسلفانيا المتأرجحة لمصلحة ترامب حيث عقد عشرات الندوات في الولاية دعما لترامب .

ورجح جاد خلال حديثه لـ عراق اوبزيرفر بأن “ماسك سوف يشغل موقعا مهما في ادارة ترامب وسيكون ذلك مدخله للعمل السياسي وسوف يتعاون مع ترامب من اجل تقوية الاقتصاد ودعم الاقتصاد الامريكي وفتح المجال امام دور اكبر للشركات الكبرى ورجال الاعمال في الداخل والخارج”.