بغداد – عراق أوبزيرفر
بعد حزيران الساخن، واقتحام أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مبنى مجلس النواب، احتجاجاً على ترشيح محمد شياع السوداني، لرئاسة الحكومة، يبدو أن الصدر استسلم أخيراً للواقع السياسي، على رغم قدرته على إيقاف تلك الحكومة.
ولدى الشارع العراقي، قناعة بأن الصدر هو من سمح بتمرير تلك الحكومة، التي ارتفع فيها منسوب المحاصصة إلى مستويات عليا، وكان بإمكانية تحريك جماهيره، إلى المنطقة الخضراء، لمنع تمريرها، وهو ما لم يرغب به الصدر.
وأثارت بيان الصدر، الأخيرة، جملة من التساؤلات حول آلية تعاطي الصدر، مع الوضع السياسي، وسبب رفضه في بادئ الأمر، حكومة السوداني، لكنه فتح باب الموافقة بعد ذلك على مصراعية، دون الاكتراث لأي شيء يحصل داخل المنطقة الخضراء.
وحمّل الصدر، يوم أمس (الأربعاء) القوى السياسية الشيعية مسؤولية “الاعوجاج” الذي رافق العملية السياسية، مبيناً أن هدفه من ذلك تقريب هذه الكتل من الشعب.
وقال الصدر في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تابعتها وكالة “عراق أوبزيرفر”: “إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر ولله عاقبة الأمور”.
وأضاف “ما أردت إلى أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناتهم عسى أن يكون باباً لرضا الله عنهم، وأنّى لهم هذا”.
وكان لدى الصدر – وفق مراقبين – عدة خيارات، مثل فرض شروط صارمة على قوى الإطار التنسيقي، بتشكيل حكومة، بأقل قدر ممكن من المحاصصة، أو ترشيح شخصية مستقلة لرئاسة الوزراء، من غير العمق الإطاري، حتى أن الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أعلن استعداد لترشيح شخصية أخرى، إذا رغب الصدر، بذلك، لكنه لم يفعل.
المحلل السياسي الدكتور، غالب الدعمي، أكد أنه “لا مؤشرات على رفض الصدر، لهذه الحكومة، أو القبول بها، وقد يكون في باله شيء، خاصة وأن جمهور التيار الآن في استنفار تام، لكن لم يصدر أي علامة أو مؤشر، لتحويل الرفض أو القبول إلى فعل، على الأرض”.
وأضاف الدعمي في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “تظاهرات يوم 25 أكتوبر، لم يشارك فيها التيار الصدري، وقد تكون هذه قراءته للمشهد، بأن التظاهرات الآن غير مدعومة شعبياً، لكن هذا الاعتراض سيتصاعد عندما تفشل الحكومة، ما يعني أن الفشل أو النجاح، هو من سيحدد حكومة السوداني، من عدمه”.
على الجانب الآخر، تتحدث مصادر سياسية مطلعة، عن أن الصدر، تلقى تطمينات بشأن مسألة الانتخابات المبكرة، وهو ما حصل بالفعل، عندما أعلن السوداني، برنامجه الحكومي، والذي تضمن إجراء انتخابات مبكرة خلال عام واحد، ما يوحي بأن الفترة المقبلة ربما ستشهد ركوداً للصدر وأنصاره، وانكفاءً نحو تنظيم الصفوف، والاستعداد للمرحلة المقبلة.
المصادر، أضافت لوكالة “عراق اوبزيرفر” أن “الصدر حصل على ضمانات، بشأن ممارسات ومدة هذه الحكومة، بتدخل إيراني، لمنع انزلاق البلاد إلى أية مسارات أخرى، قد تعمق الأزمة التي حصلت، وجاء ذلك بعد سلسلة مطالب إيرانية، بضرورة إمضاء حكومة الإطار، مقابل ضمان عدم اتخاذ إية إجراءات ضد أعضاء وأنصار التيار”.