
بغداد/ عراق أوبزيرفر
يرى مختصون في الشأن العراقي أن إعلان زعيم التيار الصدري عدم العودة إلى العمل السياسي قد يُعد بمثابة إقرار نهائي بانسحابه الذي بدأ قبل نحو عامين، وسط تساؤلات متزايدة بشأن انعكاسات هذا القرار على مستقبل الفصائل المسلحة وتوازن القوى داخل البيت الشيعي في العراق
وكان الصدر قد أعلن عزوفه عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، مشدداً على رفضه الانخراط في عملية انتخابية وصفها بـ”العرجاء”، نظراً لغلبة المصالح الطائفية عليها، في موقف يتناقض مع إشارات سابقة رجحت احتمالية عودته.
بدوره، أكد عضو ائتلاف النصر، عقيل الرديني، أن “المشاركة الواسعة في الانتخابات تعكس حالة إيجابية في أي نظام ديمقراطي، حيث تعزز ثقة الشارع بالنخبة السياسية “مشيراً إلى “تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات خلال الدورات الثلاث الماضية، ما يعكس ضعف الثقة بين المواطنين والطبقة السياسية”.
وقال الرديني لـ”عراق أوبزيرفر” إن “غياب التيار الصدري عن الانتخابات أدى إلى حالة من عدم التوازن السياسي، لكونه مكونًا أساسيًا في المشهد العراقي حيث أن عدم مشاركة التيار الصدري انعكس على استقرار العملية السياسية، مستشهدًا بالأحداث التي شهدتها المنطقة الخضراء وغيرها من التوترات السابقة”.
ونفى الرديني أن “يكون قرار التيار الصدري بعدم المشاركة مرتبطًا بعوامل خارجية”، معتبرًا أن” الأسباب داخلية وتتعلق بمشروع التيار السياسي، الذي كان يهدف إلى تحقيق الغالبية البرلمانية وتشكيل حكومة قوية مع وجود معارضة فاعلة”.
ودعا “التيار الصدري إلى إعادة النظر في قراره والعودة إلى المشهد السياسي “مؤكدًا أن “مشاركته ضرورية لتحقيق التوازن والإصلاح بالتعاون مع القوى الوطنية”.
فراغ سياسي
ويرى مراقبون أن إعلان الصدر عدم خوض الانتخابات المقبلة من شأنه أن يُحدث فراغًا سياسيًا داخل البيت الشيعي، ويفتح الباب أمام قوى أخرى لإعادة رسم خارطة التوازنات، في وقت يمر فيه العراق بتحديات داخلية معقدة تتطلب حضورًا سياسيًا قويًا ومؤثرًا.
ويعتقد متابعون أن غياب التيار الصدري عن المنافسة الانتخابية القادمة، سيعيد تشكيل الخريطة السياسية في العراق على نحو غير مسبوق، لا سيما أن التيار كان يشكل ثقلاً نوعيًا داخل البرلمان، فضلاً عن تأثيره الشعبي والاجتماعي الواسع، ما سيمنح أطرافًا أخرى الفرصة لملء هذا الفراغ، خصوصًا تلك المتحالفة ضمن الإطار التنسيقي الذي يتطلع لتعزيز نفوذه.