
بغداد/ عراق اوبزيرفر
يعيش الشارع العراقي حالة من القلق والترقب مع تصاعد الحديث عن العقوبات الأمريكية والتوجهات السياسية التي قد تؤدي إلى مزيد من الضغوط المالية.
مخاوف انخفاض العملة
أكد رئيس مركز عراق المستقبل للدراسات والاستشارات الاقتصادية منار العبيدي أن هذه المخاوف تغذيها وسائل الإعلام، مما يعزز الشعور بعدم الاستقرار ويثير توقعات بانخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار”.
واضاف العبيدي خلال حديثه لٰـ عراق اوبزيرفر إن “السوق الموازي يشهد تراجعًا في سعر الصرف، وهو ما يبدو وكأنه مفارقة غير منطقية”.
وتابع انه”وفقًا للمنطق الاقتصادي، يفترض أن يؤدي الخوف من انخفاض قيمة الدينار إلى اندفاع الأفراد نحو تحويل مدخراتهم النقدية إلى عملات أكثر استقرارًا، مثل الدولار، للحفاظ على قيمتها غير أن الواقع يعكس صورة مختلفة تمامًا، حيث لا توجد مؤشرات على اكتناز الكتلة النقدية، بل يبدو أن الأموال لا تزال تدور بنشاط داخل النظام المالي الموازي، مستفيدة من ضعف النظام المصرفي الرسمي”.
وأشار الى ان “نظام الظل المالي كقوة مهيمنة وفعالة داخل السوق العراقية، حيث يتمتع بالكفاءة والقدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية بشكل أسرع وأكثر مرونة من النظام المصرفي التقليدي “، لافتا الى ان “هذا النظام لا يقتصر على قطاع معين، بل يمتد ليشمل مختلف المجالات الاقتصادية، من التجارة والصناعة إلى الزراعة والخدمات، مقدّمًا حلولًا مالية تتفوق في سرعتها ومرونتها على القنوات الرسمية”.
ويواصل العبيدي الى ان “أي محاولة لتعزيز دور المصارف وجذب الكتلة النقدية إلى النظام المصرفي الرسمي لن تنجح ما لم يتم تفكيك منظومة الظل المالي وهذا يتطلب فهمًا دقيقًا لأسباب استدامة هذا النظام، وتحليل آليات عمله، وفرض رقابة صارمة من الجهات المختصة لضمان انتقال الأموال إلى القنوات المالية الرسمية، وتعزيز ثقة المستثمرين والمواطنين في المصارف ما لم تحدث هذه التغييرات الجذرية، سيظل الاقتصاد العراقي رهينًا لهذا التناقض العجيب، حيث تستمر المخاوف من العقوبات وانخفاض الدينار، في حين يواصل السوق الموازي عمله بكفاءة تفوق النظام الرسمي، مما يفرض تحديات كبيرة على مستقبل الاستقرار المالي في البلاد”.