بغداد/ عراق أوبزيرفر
يواجه العراق تحديات مناخية جسيمة تفاقمت على مر السنوات الماضية، وتجلت بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة وانخفاض كبير في موارده المائية.
وتشير دراسات حديثة، إلى أن العراق سيكون من بين أكثر دول المنطقة تضرراً من التغير المناخي، إذ باتت مواسم الجفاف المتكررة وانحسار المياه السطحية والجوفية واقعاً ملحاً يهدد الاستقرار الزراعي والاقتصادي.
أكثر الدول تأثرا بالمتغيرات
وفي كلمة ألقاها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال “قمة المستقبل” على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكد التزام العراق بمبادئ العدالة المناخية.
وشدد على أن العراق يحتاج إلى الأولوية في التمويل المناخي نظراً لكونه من أكثر الدول تعرضا لتداعيات التغير المناخي، مشيراً إلى أن العراق بدأ بتنفيذ التزاماته الواردة في وثيقة المساهمات الوطنية، التي تمثل خطة الحكومة العراقية لمواجهة الجفاف والتصحر وضمان استدامة الموارد المائية.
وتصنف الأمم المتحدة العراق كأحد أكثر خمس دول تأثراً بالتغيرات المناخية على مستوى العالم، حيث يستند إلى مجموعة من الظواهر التي تشمل تدهور الموارد المائية والجفاف وتقلص المساحات الزراعية التي كانت تاريخياً تشكل رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني.
وتسببت هذه الظروف بنزوح العديد من السكان من المناطق المتضررة، لا سيما في الجنوب، حيث تشير الأرقام إلى أن 94% من النازحين، كانت ندرة المياه كانت الدافع الرئيسي لنزوحهم.
وأعلنت الحكومة العراقية عن إطلاق إستراتيجية وطنية تهدف إلى الحفاظ على البيئة والتخفيف من آثار التغير المناخي، مع تركيز خاص على حماية الموارد المائية وإعادة تدوير المياه، وخفض انبعاثات الكربون.
وهذه الإستراتيجية، مدعومة من الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهي تهدف إلى بناء حلول مستدامة تمتد على مدى ست سنوات من 2024 حتى 2030، وتأتي في إطار جهد أوسع للحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية.
تشير التقارير الدولية إلى أن التغير المناخي له تأثيرات مدمرة على القطاع الزراعي في العراق، حيث تسببت المواسم الزراعية، المتأرجحة إلى تراجع كبير في الإنتاج الزراعي، ما أثر على الأمن الغذائي للبلاد.
موسم الجفاف الأكبر
وفي عام 2021، شهد العراق ثاني أكثر مواسمه جفافاً منذ 40 عاماً نتيجة لانخفاض هطول الأمطار إلى مستويات قياسية، ما تسبب في تقلص تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة بنسبة 30-40%، وهي الأنهار التي تشكل المصدر الأساسي للمياه السطحية في البلاد.
أما في الجنوب، فقد طالت التأثيرات الأهوار الجنوبية، التي تعتبر جزءاً من التراث الطبيعي للعراق، حيث تراجعت مستويات المياه في الأهوار بشكل كبير، ما أثر على التنوع البيولوجي وأساليب العيش لسكان المنطقة.
وهذا التراجع لم يقتصر على الأهوار فقط، بل امتد إلى الأراضي الزراعية التي تتعرض للملوحة نتيجة لتراجع تدفقات الأنهار، حيث سجلت درجات الحرارة في بعض المناطق الجنوبية، كالبصرة، مستويات قياسية وصلت إلى 52 درجة مئوية.