العراقتحليلات

تحديات ومآلات ؟ .. كيف ستستقبل الحكومة العام الجديد؟ 

تقرير/ عراق اوبزيرفر

اجندات كثيرة وملفات خطيرة تنتظر حكومة السوداني في العام المقبل ،قد تمضي بعيداً بالخدمات وربما تلفها الازمات او تعيد مشهد حكومة عبد المهدي وسيناريو تشرين ،ان لم تجد الحلول السريعة لها ،وهذه المرة تختلف عن سابقاتها ،فالولايات المتحدة دخلت على الخط مباشرة ، بعد اكتشاف تهريب المليارات عبر مصارف تعود لسياسيين نافذين ،” وبعلم واشنطن” منذ عقدين من الزمن .

وبحسب سياسيين ،انه بالرغم من مرور نحو اسبوع على إضرابات السوق والصعود التاريخي للدولار، والمعالجة الترقيعية والتي تعكس فقدان الحلول ،تؤكد مصادر “لعراق اوبزيرفر” إن المشاكل بدأت تنخر بالمؤسسات الرسمية ، والحلول الآنية لم تعد تنفع في ظل رفض شعبي لسياسة المحاصصة.
ابرز الملفات التي تنظر الحلول في العام المقبل 2023، هي خلافات قادة الإطار الذي يضم فصائل مسلحة ورئيس الوزراء محمد السوداني، وكيف يمكن تلافي الصدام المباشر بعد ان ابتعد كثيراً رئيس الوزراء حسب رأي الاطار وعدم منح قادته المناصب الامنية الكبرى.

قيادي داخل الاطار عزا “لعراق اوبزيرفر” الخلافات داخل الإطار التنسيقي سببها محاولات تفرد جهة واحدة بالقرارات ،لاعادة عقارب الساعة الى ما قبل عام 2014 من خلال السيطرة على الوظائف المهمة، لكن المشكلة في الحصص.
وبحسب القيادي الذي اكتفى بالرد دون ذكر اسمه، أن الجهة المتنفذة داخل الاطار وراء ما اعتبر ” ردع” يجري تنفيذه منذ ايام في عدد من مفاصل الدولة، حيث طال البعض واهمل البعض الاخر ،وتثير قضايا مثل المناصب الامنية، قيمة الدينار، تغيير المحافظين، الخلافات داخل الإطار التنسيقي واتهامات متبادلة بالترويج الانتخابي المبكر.

وخارج الاطار الى الداخل العراقي ، حيث يواجه السوداني مطلع العام المقبل ،اعقد المشاكل واهمها، هو ملف “المياه” شمالا وجنوباً ، ولم يتفق العراق حتى اللحظة مع تركيا “بلد المنبع” في منح العراق حصته المائية رغم كل الوعود والعلاقات الدبلوماسية بين بغداد وانقرة ، وفي احدث تقرير للامم المتحدة ان نهري “دجلة والفرات” يعانيان النقص الحاد بشح الماء ،رغم التطمينات التركية، والتدخل الاممي .
وجنوباً لا يختلف عن الشمال، مشاكل ميناء الفاو الكبير، حيث الفساد هو رأس الخطر والحكومات المتعاقبة ،التي تعمل على وفق منطق قدم للأمام وعشرة الى الوراء ،عرقلت اكمال المشروع رغم التخصيصات المالية “المهولة” وزحف ميناء مبارك الكويتي باتجاه المياه الاقليمية للعراق ، والذي تؤكد تقارير هناك تواطؤ برلماني يحول دون اكمال المشروع والصمت امام تمدد ميناء الكويت .

اقتصادياً ، اربك الصعود التاريخي للدولار، المواطنين والتجار معاً ، واوقف الحركة في عموم الاسواق ،حيث وصل سعر صرف الدولار منتصف الاسبوع الماضي الى “160” الف دينر امام ال”100″ دولار ،رغم ضخ مصرفي الرافدين والرشيد العملات الصعبة وبيعها للمواطنين وبأسعار مدعومة .
مصادر مصرفية وسياسية عراقية حذرت من خطط قوى نافذة مرتبطة بأحزاب ساهمت للسيطرة على مزاد العملة في البنك المركزي العراقي في أكبر عملية احتيال، هربت نحو 40 مليار دولار، إلى خارج العراق خلال عام 2022 لغرض تبييض الأموال متهمة دولاً إقليمية لم تسمها بالوقوف وراء عمليات التهريب.

وفي تفاصيل اخرى حذرت منظمات من أن تجار المخدرات وجدوا أنفسهم خلال السنوات الماضية فوق القانون، لا سيما أن بعضهم يتعاملون مع جهات سياسية، وفصائل مسلحة.
المحيط العربي والاقليمي والدولي لا يقل ملفه اهمية عن المشاكل الداخلية في العراق ،وبغداد تسعى للتقرب الى محيطها العربي ،بعد قطيعة امتدت لعقدين من الزمن وفشل تجربة العلاقة مع الجيران الاقليميين للعراق .
الاكاديمي علي العبادي قال “لعراق اوبزيرفر” ان تجربة العراق مع ايران وتركيا انتجت سياسة ضعيفة لا يمكنها ان تقف بوجههما بالرغم من التجاوزات والتحيات التي تصدر من الجانبين، مع امكانية لي ذراعهما اقتصادياً لكن الاحزاب تمنع ذلك وهما من تسببا بتراجع الصناعة والتجارة في العراق.

وارجع العبادي هذا السلوك المشين للجارتين الى رعاية الاحزاب التي ترمي بانفسهم اليهما دون النظر الى التأثير السلبي على العراقيين، وان استضافة بغداد للجولة السادسة التي يجمع طهران مع الرياض ،لم تجد طريقها الى طي صفة الخلاف ،كون السياسية العامة للجمهورية الاسلامية الايرانية تعمل بسياسة “النفس الطويل” لاستثمار الوقت لصالحها ونسوق الملف النووي مع الولايات المتحدة وحلفاؤها دليلا على ذلك .

داخليا ،تعصف الخلافات بين الاحزاب بالبرلمان، حيث ينتظر الناس، اقرار قوانين طال انتظارها ولأكثر من عشرين عاماً كقانون النفط والغاز ، والمناطق المختلف عليها في المادة”14″ من الدستور” وزيادة رواتب المتقاعدين ، والقضاء على البطالة ومشاكل السكن “والعشوائيات ” وانهاء ملف المحاضرين والاداريين وتعيين اصحاب الشهادات العليا والخريجيين الاوائل، والتوزيع العادل للثروات واضافة المواد الجديدة للسلة الغذائية التي وعدت الحكومة بتوزيعها بدءا من العام المقبل .
مشاكل مفتعلة لإدامة عمل الاحزاب يمكن حلها بجرة قلم لو كانت هناك ارادة سياسية صارمة تعنى بهموم الناس ،لكنهم يعتاشون على الازمات وصناعة الفوضى بحسب العبادي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى