تحليلاتخاص

تداعيات مستمرة للمرسوم الرئاسي بشأن ساكو.. خفايا تظهر لأول مرة

بغداد/ عراق أوبزيرفر

برغم مرور عام على المرسوم الصادر بحق بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو، من قبل رئاسة الجمهورية، إلا أن آثار وتداعيات هذا القرار لا تزال مستمرة، كما بدأت كواليس وخفايا هذا القرار تتكشف للرأي العام شيئاً فشيئاً.

وفي تموز الماضي، أصدر رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد، مرسوماً يقضي بعدم قانونية المرسوم الخاص بالكاردينال لويس ساكو، وهو ما أثار ضجة واسعة، في أوساط المسيحيين، الذي اعتبروا القرار طعنة في الظهر بالنسبة لمكونهم الذي يعاني من الظلم والقهر.

وبرغم المساعي التي بذلتها رئاسة الجمهورية بشأن تصحيح الأوضاع إلا أنها لم تُفلح، في ذلك وبقيت بيانات الكاردينال ساكو تترى متحدثة عن الواقعة، كما أنه نقل مقر إقامته إلى بغداد، فيما وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مؤخراً بتنصيب ساكو متولياً على الأوقاف المسيحية.

ويوم أمس أصدر ساكو بياناً قال فيه إن سياسيين أبلغوه بأن الهدف من وراء إصدار المرسوم هو الاستحواذ على أملاك المسيحيين، وهو ما أثار تساؤلات بشأن ذلك، باعتبار أن القرار صدر من رئاسة الجمهورية، ولا يمكن منطقياً أن ياتي في مثل هذا السياق.
وقال ساكو في بيان صحفي: “أشكر الله على ما منحني من قوة وحكمة وإصرار في مواجهة أزمة سحب المرسوم والشكاوى الكيدية، لقد ثبت أنني لم أكن المستهدف شخصيًا، بل كانت الممتلكات الكنسية هي الهدف، كما أبلغنا أحد المسؤولين”.

استثارة الشارع

غير أن مراقبين يرون أن الكاردينال ساكو، حال استثارة الشارع المسيحي، عبر سلسلة فعاليات ونشاطات، جاءت ضمن الخلافات داخل المكون المسيحي، وتحديداً مع زعيم كتلة بابليون ريان الكلداني، حيث ينشط حزبه وجماعته في مناطق سهل نينوى.
وعوضاً عن ذلك، بحسب المراقب للشأن السياسي، بلال السويدي، فكان على الكاردينال ساكو اللجوء إلى الطرق القانونية، والعمل على تصويب الأمور بهدوء، في حال لمس استجابة واضحة من قبل رئاسة الجمهورية، قبل الذهاب نحو الشارع المسيحي، الذي يعاني أصلاً من تراكمات الحقب الماضية، ويشعر بالظلم والتهميش والتقصير الحكومي تجاهه، لتأتي تلك القضية التي تستهدف أعلن منصب كنسي في العراق”.

وأضاف السويدي لـ”عراق أوبزيرفر”، أن “مسألة وجود رغبة بالاستيلاء على أملاك المسيحيين بحاجة إلى التحقق والتثبت، باعتبار أن القرار صدر من أعلى سلطات العراق، ولا ينبغي أن يكون التأثير يصل إلى أملاك المسيحيين، ويمكن فهم هذا التصريح في سياق التنافس مع الآخرين داخل المكون المسيحي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى