
بغداد/ عراق اوبزيرفر
أثارت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط جدلاً واسعًا ومخاوف متعددة، خاصة فيما يتعلق بخططه الأخيرة لقطاع غزة، فمنذ توليه منصبه، اتخذ ترامب قرارات جريئة أثرت بشكل كبير على أوضاع المنطقة.
وأعلن ترامب مؤخرًا عن خطة تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بهدف إعادة إعماره وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مقترحًا نقل سكانه الفلسطينيين إلى دول عربية مجاورة مثل الأردن ومصر، اللتين رفضتا هذا المقترح.
وواجهت خطة ترامب رفضًا عربيًا واسعًا، حيث أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا أكدت فيه موقف المملكة الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ورفضها لأي محاولات لتغيير ديموغرافية قطاع غزة.
كما أعربت مصر عن رفضها القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدة دعمها لحل الدولتين.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانًا أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء هذه الخطط، مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ورفض أي محاولات لفرض حلول غير عادلة.
ضعف عربي
بدوره، أكد الباحث في مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية غيث العبيدي، ، إن “حكاية ترامب المذهلة مع الشرق الأوسط كانت ولا تزال تبرز طفرة الأنظمة السياسية العربية نحو الاستسلام، وخدر وعجز ويأس وتواكل وسلبية وضعف الشعوب العربية”.
وأضاف العبيدي في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “هذه السياسات تعكس تجاهلاً واضحًا لحقوق الشعوب وكرامتها، وتعزز من هيمنة القوى الكبرى على مقدرات المنطقة”.
وأشار إلى أن “الخطط التي يطرحها ترامب، مثل السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه، تعكس رؤية استعمارية جديدة تتنافى مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان”، مؤكدًا أن “المجتمع الدولي والدول العربية على وجه الخصوص، يجب أن تتخذ موقفًا حازمًا لرفض هذه المخططات والتصدي لها بكل الوسائل الممكنة”.
وفيما يتعلق بالعراق وإيران، اتخذ ترامب حزمة من العقوبات الاقتصادية الصارمة ضد طهران، بهدف كبح نفوذها في المنطقة والحد من برنامجها النووي، إذ شملت هذه العقوبات قطاعات حيوية مثل النفط والغاز والقطاع المالي.
وبالنسبة للعراق، الذي يرتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة مع إيران، من المتوقع أن يتأثر نظامه المالي بشكل كبير بهذه العقوبات، خاصة في مجالات الطاقة والتبادل التجاري.
ويرى مختصون أن هذه السياسات قد تتسبب بزيادة التوترات في المنطقة وتعقد الأزمات القائمة، ما يتطلب تبني إجراءات جديدة تعزز من الاستقرار والسلام.