ترامب وجاكوبسون في “بكج” واحد.. أي عهد ينتظر العراق؟
بغداد/ عراق أوبزيرفر
تراقب الأوساط العراقية بحذر تطورات العلاقة مع الولايات المتحدة مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب زمام الإدارة الجديدة، بالتزامن مع انتهاء مهمة رئيسة البعثة الدبلوماسية الأميركية في العراق، ألينا رومانوسكي.
وتستعد تريسي آن جاكوبسون لخلافتها سفيرة فوق العادة في العراق، وهي شخصية معروفة بتشددها، حيث تعرضت لمحاولة اغتيال أثناء عملها دبلوماسية في طاجيكستان.
وتظهر جاكوبسون توجهاً مختلفاً عن سابقتها، إذ تقدم الصرامة على الدبلوماسية، وتعهدت بدعم جهود وزارة الخزانة الأميركية لتحديث النظام المصرفي العراقي ومنع استخدام إيران لإمدادات الغاز كورقة ضغط ضد العراق.
وترى جاكوبسون في الفصائل المسلحة تهديداً خطيراً لاستقرار ومستقبل العراق، وهو ما صرحت به سابقاً خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي.
وتشمل خطط السفيرة الجديدة للعراق الاستعانة بالقوة العسكرية وتحجيم النفوذ الخارجي والتمدد الصيني في البلاد، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات بين بغداد وأربيل ودعم الأقليات.
وأثارت هذه التصريحات في وقتها استياء قادة عراقيين، حيث دعوا بغداد إلى رفض تعيينها والاحتجاج على قرار واشنطن.
لكن المراقبين يشيرون إلى أن الحكومة العراقية ستقبل بالسفيرة جاكوبسون نظراً لحساسيات العلاقة مع واشنطن، ويُعتقد أن رفض ترشيحها قد يؤدي إلى تعيين شخصية أكثر تشدداً، خاصة مع سيطرة الجمهوريين على السلطة في الولايات المتحدة.
ويبرز تساؤل حول كيفية تعامل بغداد مع السفيرة الجديدة، في ظل التعقيدات السياسية الإقليمية والدولية، وتزايد الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية لتحجيم أدوار الفصائل والمضي قدماً في إصلاحات اقتصادية وأمنية تتماشى مع الأجندة الأميركية.
بلورة التحولات
لكن في المقابل، يُعتقد على نطاق واسع، أن رؤية المرشحة لمنصب السفيرة الامريكية تمثل عملياً تحولات طارئة قد تبلورت بشكل متصاعد في وزارة الخارجية الامريكية.
ومن المعلوم أن جاكوبسون قد بلورت التحولات بشأن سياسة الولايات المتحدة الامريكية الموجهة للعراق في رسالتها وشهادتها امام الكونغرس وبالتالي هذا لا يعكس رأيها ومزاجها الشخصي واختيار جاكوبسون لتولي مهام السفير في العراق يعني هناك اهتمام اكبر من السابق.
وتتميز جاكوبسون بطبيعة اجرائية ولديها الخبرة في العمل الدبلوماسي والرؤية الاستراتيجية للولايات الامريكية، وفيما يتعلق بالعراق واقليم الشرق الاوسط بشكل عام فإن تحديات المنطقة وأحداث السابع من أكتوبر، قد قلبت الأمور رأساً على عقب.