تحليلاتخاص

تصدير نفط كردستان.. اتفاق “مرور الكرام” أم ولادة متعسرة؟

 

بغداد/ عراق أوبزيرفر
تلوح في الأفق، بوادر أزمة جديدة، تتعلق بملف تصدير نفط إقليم كردستان، في ظل تعقيدات اقتصادية وسياسية تعرقل الوصول إلى حلول دائمية، ورغم الاتفاقات التي أُبرمت بين بغداد وأربيل، لا تزال بعض بنودها غير واضحة، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الصمود.

وفي الوقت ذاته، تشكل تكلفة إنتاج النفط في الإقليم عبئًا إضافيًا على الموازنة، بينما تستمر الشركات النفطية بالمطالبة بمستحقاتها المتراكمة، وسط تأخر حكومة الإقليم في سدادها.
من جانب آخر، تواجه تركيا التزامًا بدفع غرامات ضخمة للعراق بسبب تصديرها نفط كردستان دون موافقة بغداد، الأمر الذي زاد من تفاقم الخلافات بين مختلف الأطراف.

محفوف بالمخاطر

من جهته أكد الخبير النفطي صباح علو أن “إعادة تصدير نفط كردستان لا تزال حتى الآن خاضعة للشروط المتفق عليها، والتي لم يتم الإعلان عنها بوضوح، مما يجعل الأمر محفوفًا بالمخاطر”.
وأوضح علو لـ”عراق أوبزيرفر” أن “الموازنة تنص على تصدير نفط الإقليم عبر شركة سومو، وهو ما وافق عليه الإقليم، إلا أن تكلفة إنتاج النفط، التي تتراوح بين 22 إلى 24 دولارًا للبرميل، تشكل عبئًا كبيرًا على الموازنة”.

وأضاف أن “أحد بنود موازنة 2025، الذي يتعلق بتسديد مستحقات الشركات العاملة في كردستان، قد تم تعديله، ما يجعل الاتفاق غير واضح، ويقتصر على كونه مجرد إعلان إعلامي”، مشيرًا إلى أن “تركيا ملزمة بدفع غرامات تقدر بنحو مليار ونصف المليار دولار للعراق، بسبب تصدير النفط العراقي دون موافقة الحكومة العراقية ومن دون المرور عبر شركة سومو، ما أدى إلى تفاقم المشاكل المتعلقة بالإيرادات النفطية الناتجة عن تصدير نفط الإقليم، وهو جوهر الخلاف بين بغداد وأربيل”.

ودعت وزارة النفط العراقية الشركات الأجنبية العالمية المنضوية تحت راية رابطة صناعة النفط في إقليم كوردستان “أبيكور” لحضور بغداد من أجل التوصل لتفاهمات بشأن الحقول النفطية في كوردستان.

وجائ في بيان صحفي لوزارة النفط العراقية، أن “وزارة النفط الإتحادية تدعو الشركات الأجنبية العالمية المنضوية تحت راية (أبيكور)، والمتعاقدة مع حكومة إقليم كوردستان لتطوير حقول الإقليم، وكذلك وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم، للحضور في بغداد يوم الثلاثاء المقبل الموافق (4 آذار 2025)، لغرض تداول ومناقشة القضايا المتعلقة بالعقود المبرمة، للتوصل لتفاهمات تصب في تطوير الحقول النفطية بأفضل الممارسات العالمية وبما يخدم المصلحة الوطنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });