
بغداد/ عراق أوبزيرفر
تثير أزمة مخيم الهول مخاوف عراقية متزايدة في ظل غياب الدعم الدولي الكافي، حيث أصبح المخيم بؤرةً خطرة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
ويضم المخيم آلاف الأشخاص، بينهم مقاتلو داعش وعائلاتهم، في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، ما يعكس صورة مقلقة عن المستقبل.
وتعمل الحكومة العراقية على معالجة هذا الملف الشائك بحذر شديد، حيث تتبع نهجًا متأنيًا يشمل التدقيق الأمني المكثف للنازحين من المخيمات، لكن الإجراءات البطيئة والمتطلبات اللوجستية المعقدة تجعل التحرك الفعلي محدودًا.
وتواجه الحكومة تحديات كبيرة في ظل نقص الدعم الدولي، وعدم قدرة الحكومة على تأمين التمويل الكافي لمواجهة الأزمة، ما يعقد الوضع أكثر ويزيد من المخاوف العراقية بشأن استقرار الأمن الداخلي والحد من تأثيرات خلايا داعش النائمة.
وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أهمية عودة النازحين العراقيين الموجودين في مخيم الهول في سوريا.
وشدد السوداني، على ضرورة التعاون مع المفوضية في مسألة إعادة الاندماج المجتمعي ودعم البنية التحتية في مناطق العودة، والدعم المادي والنفسي والاجتماعي للنازحين، مؤكداً أهمية عودة النازحين العراقيين الموجودين في مخيم الهول، وأن تعمل جميع الدول على أخذ رعاياها من المخيم، خصوصاً أنّ العراق بات قريباً جداً من إنهاء إغلاق المخيمات.
الملف الأعقد
بدوره أكد الصحفي، والمحلل السياسي، علي الحبيب أن “مخيم الهول، الذي يضم عشرات الآلاف من الأشخاص بينهم مقاتلو داعش وعائلاتهم، يعد واحدًا من أكثر الملفات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث يمزج بين التحديات الأمنية، الإنسانية، والسياسية”.
وقال الحبيب لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “هذا الملف يعود إلى الواجهة من جديد بسبب الوضع الأمني المتدهور في المخيم، والذي يهدد استقرار المنطقة بشكل عام حيث أن المخيم أصبح موطنًا للعديد من الخلايا المتطرفة التي تسعى إلى إعادة تنظيم صفوفها داخل المخيمات، ورغم أن الحكومة العراقية تتعامل بحذر مع هذه القضية، إلا أن هناك تحديات أمنية مستمرة وتخوفات من استخدام المخيم كقاعدة لتجنيد عناصر إرهابية جديدة”.
وأضاف أن “المخاوف العراقية تتزايد من احتمال انتقال بعض هذه العناصر الإرهابية إلى الأراضي العراقية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الوطني، حيث أنه رغم تدقيق الأمن، فإن ضعف الدعم الدولي لهذه القضية يعقد الجهود المبذولة للتعامل مع الأزمة، خاصة مع قلة الموارد المخصصة لمعالجة ملف النازحين في المخيم”.
ولفت الحبيب إلى أن “الحلول لهذه الأزمة تتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا، بالإضافة إلى استراتيجيات شاملة تشمل التأهيل النفسي والاجتماعي للمواطنين في المخيم، وخاصة للأطفال الذين تعرضوا لعملية غسل دماغ من قبل التنظيمات المتطرفة”.
وكانت قوات قسد الكردية تحتجز منذ 2019، زهاء 60 ألف شخص من جنسيات مختلفة، بينهم عراقيون، في مخيمي الهول وروج.
ويعمل العراق بعد إعادة مواطنيه من مخيم الهول في سوريا على نقلهم إلى الجدعة، حيث يخضع المشتبه بصلاتهم بتنظيم داعش لإعادة تأهيل، من خلال برامج تقودها منظمات مختصة.