بغداد/ عراق أوبزيرفر
حالة تأهب صحية جديدة في العراق، وهذه المرة للتصدي لجدري القردة، حيث أعلنت وزارة الصحة العراقية، حالة التأهب في البلاد بعد انتشار المرض على مستوى العالم.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج حيث تواجه المؤسسات الصحية العراقية تحديات كبيرة في التعامل مع الأزمات الصحية، وهو ما برز بوضوح خلال تفشي وباء كورونا، التي شهدت انهياراً لبعض هذه المؤسسات، وعدم قدرتها على مجاراة الإصابات.
وأفادت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الإفريقي بتسجيل 18,737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القردة منذ بداية العام الحالي في إفريقيا، بينها 1,200 حالة خلال أسبوع واحد.
وهذا المرض المعروف بانتقاله من الحيوانات المصابة إلى البشر، ينتشر أيضًا عبر الاتصال الجسدي الوثيق بين البشر، مما يجعله تحديًا آخر يضاف إلى الأزمات الصحية التي تعاني منها الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة، ومنها العراق.
منذ انتشار جائحة كورونا، انكشفت هشاشة البنية التحتية الصحية في العراق بشكل واضح، فقد عانت المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الموارد والمعدات، بالإضافة إلى تهالك المباني وعدم كفاية الكوادر الطبية المؤهلة.
الدكتور ناهض المعيني، الخبير في الأمراض المعدية، أكد في تصريح لوكالة “عراق أوبزيرفر” أن “إعلان حالة التأهب يأتي في الوقت المناسب، خاصة في ظل الواقع الصحي المتردي في البلاد، إذ لم تتعاف المؤسسات الصحية في العراق من آثار جائحة كورونا التي كشفت عن فشل النظام الصحي في التعامل مع الكوارث”.
وأضاف، أن “هذا الواقع يجعل من الصعب مواجهة أي تفش جديد، وهو ما يتطلب تعزيز الجهود للارتقاء بقدرات النظام الصحي في العراق بشكل تام”.
مرض فايروسي
من جهته، أوضح الخبير المختص بالأمراض الانتقالية في وزارة العراقية الصحة، حيدر حنتوش، أن جدري القردة “مرض فايروسي وأول اكتشافه حصل في أفريقيا بدولة الكونغو، وقد شهد العالم في العامين الماضيين موجة انتشار في أوروبا نتيجة تجمع للمثليين”.
وبين في تصريحات صحفية، أن “المرض ينتقل عبر المخالطة اللصيقة (التلامس)”، مضيفاً أن “أعراض المرض عند إصابته الإنسان تؤدي إلى طفح جلدي بعدها تتكون فقاعات مملؤءة بسائل أصفر وبعد ذلك يصحبها حكة قوية، وحمى، فضلاً عن الشعور بالتعب والإعياء وكذلك تضخم الغدد اللمفاوية”.
ولم تسجيل الجهات الصحية في العراق لغاية الآن أيَ إصابة بالمرض، غير أن إعلان حالة الإنذار يأتي في سياق مواجهة الأزمة وتحسباً للطوارئ.