تحليلاتخاص

جرعة توترات إضافية.. زوبعة جاكوبسون تغذي الانقسامات في العراق!!

عراق أوبزيرفر/ بغداد

لا يزال الجدل مستمراً بشأن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن ترشيح جينيفر جاكوبسون لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق، إذ جاء هذا الإعلان في وقت حساس تمر فيه العلاقات الأميركية العراقية بتوترات عدة، مما أثار ردود فعل متباينة بين السياسيين والمحللين.

جاكوبسون، التي تتمتع بخبرة دبلوماسية واسعة، شغلت مناصب عدة في وزارة الخارجية الأميركية، بما في ذلك مناصب سفيرة في بلدان عدة، ولديها خلفية أكاديمية قوية من جامعة جونز هوبكنز، وتلقت عدة جوائز من وزارة الخارجية الأمريكية.

أثناء إحاطتها أمام الكونغرس، أكدت جاكوبسون على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، والتركيز على دعم الحكومة العراقية في جهودها لمحاربة الإرهاب وإعادة الإعمار، كما أشارت أيضاً إلى ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، مشددة على التزامها بدعم الاستقرار في العراق.

تحديات أمنية

كما تطرقت جاكوبسون إلى التحديات الأمنية التي تواجه العراق وأكدت على ضرورة استمرار التعاون بين البلدين في محاربة التنظيمات الإرهابية مثل داعش، مشيرة إلى أهمية تعزيز المؤسسات الديمقراطية في العراق ودعم جهود الحكومة العراقية في تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

ورغم مؤهلاتها، أثار ترشيح جاكوبسون اعتراضات وانتقادات واسعة، خاصة من قبل بعض السياسيين الأميركيين والعراقيين، وذكرت تقارير إعلامية أن النائب الجمهوري مايكل ماكول أعرب عن استيائه من الترشيح، قائلاً: “جاكوبسون فشلت في دعم حلفائنا الأفغان أثناء انسحاب القوات الأميركية، ومن غير المقبول مكافأتها بترشيحها لمنصب سفيرة في العراق”.

كما أكد المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أن هذا الترشيح يعكس عدم وجود محاسبة في إدارة بايدن.

ماكول ليس الوحيد الذي انتقد الترشيح، فقد أعرب العديد من السياسيين الآخرين عن مخاوفهم بشأن قدرة جاكوبسون على التعامل مع التحديات المعقدة في العراق.

ورأى محللون أميركيون، أن”ترشيح جاكوبسون في هذا الوقت الحرج يثير تساؤلات حول استراتيجية الإدارة الأميركية في العراق والمنطقة بشكل عام”.

على الجانب العراقي، تباينت ردود الفعل بين ترحيب حذر واعتراض قوي، فبعض القوى السياسية ترى أن تعيين جاكوبسون قد يكون فرصة لتعزيز الدعم الأميركي للعراق، خاصة في مجالات الأمن والاقتصاد، بينما يرى آخرون أن هذا التعيين يمثل زيادة في التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للعراق، مما قد يؤدي إلى توترات جديدة.

أبرز المعترضين في العراق كان من بين الفصائل السياسية التي لها موقف ثابت من التدخلات الأجنبية في الشؤون العراقية. وفي تصريح له، قال حسين الموسوي القيادي في حركة النجباء: “تعيين جاكوبسون كسفيرة يعكس نية الولايات المتحدة في استمرار فرض أجندتها على العراق، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التدخل”.

تعزيز النفوذ الأميركي

وتشير تحليلات الخبراء إلى أن اختيار جاكوبسون في هذا التوقيت يأتي في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في العراق، خاصة في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة، مثل النفوذ الإيراني والتهديدات الإرهابية المستمرة.

ويرى أستاذ علم النظم السياسية في جامعة بابل، نعمان حميد، أن “جاكوبسون ستواجه تحديات كبيرة في تحقيق توازن بين المصالح الأميركية ومتطلبات السيادة العراقية”.

وأضاف حميد  لـ”عراق أوبزيرفر” أن “اختيار جاكوبسون في هذا الوقت بالتحديد قد يكون مرتبطاً بالتحولات الجيوسياسية في المنطقة، إذ أن الولايات المتحدة تسعى إلى تأكيد وجودها في العراق لضمان عدم ترك المجال مفتوحاً أمام النفوذ الإيراني، وفي الوقت نفسه، تسعى إلى تقديم نفسها كحليف موثوق يمكنه دعم العراق في تحقيق الاستقرار”.

وفيما يتعلق بتعامل القوى السياسية العراقية مع هذا الأمر، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة محاولات للتفاوض والتفاهم بين الطرفين، مع احتمالية تصاعد التوترات إذا لم تتمكن جاكوبسون من تقديم ضمانات كافية للحفاظ على استقلالية القرار العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى