بغداد/ تقنية الذكاء الاصطناعي
تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات متزايدة منذ السابع من تشرين الاول الماضي واستمرار الاسرائيلية على غزة.
ومع تزايد الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية على “إسرائيل”، لا سيما بعد تزايد حدة القصف المتبادل مع حزب الله، فإن الكثيرين يتساءلون عن خيارات الرد الإسرائيلي الممكنة.
في ظل هذه التوترات، تقف “إسرائيل” أمام مجموعة من التحديات والفرص التي يمكن أن تؤثر على أمنها القومي ووضعها الإقليمي.
الفصائل العراقية المسلحة، التي تتلقى دعمًا من إيران بشكل رئيسي، زادت من هجماتها ضد المصالح الإسرائيلية سواء بشكل مباشر أو عبر استهداف قوات التحالف الدولي التي تعتبر “إسرائيل” جزءًا منها.
هذه الفصائل ترى في إسرائيل عدوًا استراتيجيًا بسبب دورها في المنطقة، ودعمها للولايات المتحدة ولحلفائها في الشرق الأوسط.
الخيارات العسكرية الإسرائيلية
1. الضربات الجوية الدقيقة:
تُعد الضربات الجوية من الخيارات الأولى التي قد تلجأ إليها إسرائيل.
تستطيع إسرائيل بفضل تفوقها العسكري والتقني تنفيذ ضربات دقيقة تستهدف منشآت الفصائل أو مراكز القيادة والاتصال الخاصة بها.
هذه الهجمات يمكن أن تحقق تأثيرًا عسكريًا محدودًا لكن فعالًا دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
2. الهجمات السيبرانية
“إسرائيل” تمتلك قدرات سيبرانية متقدمة يمكن أن تستغلها لتعطيل أنظمة الفصائل الإلكترونية أو لاستهداف بنيتها التحتية العسكرية والمدنية بشكل غير مرئي. الهجمات السيبرانية توفر لإسرائيل القدرة على الرد دون التورط في نزاع مباشر أو تعريض قواتها للخطر.
3. استهداف القيادات:
أحد الخيارات المحتملة هو استهداف قيادات الفصائل العراقية المسؤولة عن الهجمات.
“إسرائيل” تمتلك تاريخًا طويلًا في تنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات قيادية تعتبرها تهديدًا لأمنها، وقد تلجأ إلى هذا الخيار لتعطيل قدرات الفصائل وقيادتها.
4. التعاون الاستخباراتي:
“إسرائيل” قد تعمل على تعزيز تعاونها الاستخباراتي مع القوى الإقليمية والدولية لكشف خطط الفصائل وتحييدها قبل تنفيذها.
التعاون مع الولايات المتحدة وقوى إقليمية مثل دول الخليج قد يمنح “إسرائيل” معلومات دقيقة تمكنها من تحييد التهديدات بشكل استباقي.
الخيارات الدبلوماسية
1. الضغط الدولي على إيران:
بالنظر إلى أن العديد من الفصائل العراقية تتلقى دعمًا إيرانيًا، قد تسعى “إسرائيل” إلى تصعيد الضغط الدولي على إيران لوقف دعمها للفصائل.
“إسرائيل” يمكن أن تستغل تحالفاتها مع الدول الغربية والخليجية لحشد الدعم الدولي لفرض عقوبات إضافية على إيران أو اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية ضدها.
2. الوساطة مع الحكومة العراقية:
رغم أن الحكومة العراقية لا تسيطر بشكل كامل على هذه الفصائل، ولا يزال العراق من الدول التي لا تعترف رسميا بـ “اسرائيل” وتجرم قوانينه التطبيع معه، إلا أن تل ابيب قد تلجأ إلى ممارسة ضغوط على بغداد لتقييد نشاط هذه الفصائل أو منعها من استخدام الأراضي العراقية كمنصة لشن هجمات. قد يتم ذلك عبر وسطاء دوليين أو من خلال دول صديقة للعراق.
الخيارات الدفاعية
1. تعزيز الأنظمة الدفاعية:
بالنظر إلى التهديدات المحتملة من الطائرات بدون طيار والصواريخ، قد تعمل “إسرائيل” على تعزيز دفاعاتها الجوية والصاروخية. نظام “القبة الحديدية” يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في اعتراض الهجمات، بالإضافة إلى تقنيات جديدة لتتبع وتدمير الطائرات بدون طيار قبل وصولها إلى أهدافها.
2. تعزيز التحالفات الإقليمية:
“إسرائيل” قد تلجأ أيضًا إلى تعزيز تحالفاتها مع دول الخليج التي تشترك معها في العداء تجاه النفوذ الإيراني.
هذه التحالفات قد تساعد في تقوية الردع الإقليمي ضد الفصائل المسلحة وتوجيه رسالة إلى إيران بأن دعم هذه الفصائل سيواجه ردود فعل متعددة الأطراف.
الحسابات الاستراتيجية
تسعى إسرائيل إلى تجنب التصعيد غير المحسوب الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة في ظل تعقيد الساحة الإقليمية وحساسيتها.
أي تصعيد مع الفصائل العراقية قد يؤدي إلى تدخل أطراف أخرى في النزاع، مثل إيران أو سوريا، وهو ما تسعى “إسرائيل” إلى تجنبه.
في المقابل، الرد المحدود والمتوازن يتيح لإسرائيل الحفاظ على هيبتها العسكرية دون التورط في مواجهة واسعة النطاق. كما أن التركيز على العمليات الاستخباراتية والضربات الدقيقة يمكن أن يحقق أهداف إسرائيل دون تصعيد شامل.
قائمة الأهداف الإسرائيلية المحتملة في العراق
في ظل التوترات المتزايدة بين “إسرائيل” والفصائل العراقية المسلحة، هناك بعض الفصائل التي قد تكون محور الرد الإسرائيلي بشكل خاص، نظرًا لدورها البارز في تنفيذ الهجمات أو ارتباطها الوثيق بإيران. من أبرز هذه الفصائل:
1. كتائب حزب الله:
تُعد كتائب حزب الله من أبرز الفصائل العراقية المرتبطة بإيران، ولديها سجل في تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. هذه الفصائل تعتبر هدفًا محتملاً لإسرائيل بسبب علاقتها القوية بالحرس الثوري الإيراني ودورها في تنفيذ هجمات بالوكالة.
2. حركة النجباء:
حركة النجباء تعتبر أحد الأذرع المسلحة التي تلعب دورًا مهمًا في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل من خلال نشاطها الإقليمي، خاصة في سوريا والعراق. تتميز الحركة بعلاقاتها الوثيقة مع إيران، وقد تتعرض لهجمات إسرائيلية إذا رأت تل أبيب أن الحركة تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها.
4. سرايا الخراساني:
هذه الفصائل تُعتبر جزءًا من الحشد الشعبي العراقي، ولها علاقات قوية مع إيران. رغم أنها قد لا تكون من أكبر الفصائل، إلا أن ارتباطها بأنشطة عسكرية ضد المصالح الإسرائيلية قد يجعلها هدفًا لإسرائيل.
لماذا هذه الفصائل؟
“إسرائيل” تستهدف عادة الفصائل التي تعتبرها تهديدًا مباشرًا لأمنها، خاصة تلك المرتبطة بإيران وتلعب دورًا في توسيع نفوذ طهران في العراق وسوريا.
هذه الفصائل تعمل بشكل غير مباشر على تهديد إسرائيل عبر شن هجمات على قوات التحالف أو من خلال إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ قد تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
إضافة إلى ذلك، تستغل “إسرائيل” أي فرصة لتوجيه ضربات موجهة لهذه الفصائل بهدف تقليل نفوذ إيران في المنطقة، وإضعاف قدرتها على تنفيذ هجمات مستقبلية.